ومن فُيوضَات شَيخ شيخنا سيدي العَالِم العلامة سيدي الطَّاهر بن عاشور، تَعليلُه لانتهاء أجل المصطفى، صلى الله عليه وسلم، معَ أنه أكرَمُ النَّاس أجْمعين في قوله:
“وإنَّمَا لَم يُؤَخِّر اللهُ أجلَ نَبيِّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، مَعَ أنَّه أشْرَفُ الرُّسل لِحِكَم أرَادَهَا كَمَا دَلّ عَلَيْه قوله: ” حَياتي خَيرٌ لكم وموْتي خيرٌ لكم ” ، ولعلّ حِكمَةَ ذلكَ أنَّ اللهَ أكملَ الدينَ الذي أرَادَ إبْلاَغَهُ، فَكان إكمالُه يَومَ الحَجِّ الأكبرِ من سَنة ثلاث وعشرين من البعثة، وكان استمرار نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم خصِّيصيّة خَصّه الله بها من بين الأنبياء، فَلَمَّا أتَمَّ اللهُ دِينَه رَبَأَ (أي ارتَفَعَ) بِرسوله صلى الله عليه وسلم
تفسير التحرير والتنوير، ج, 29، ص 52.
قلت: ” رسول الله، صلَّى الله عليه وسلم، متّصلٌ بربه منذ خلقه، مُبَلِّغ لكلامه أثناءَ حياته، مُتمتعٌ بمشاهدته بعدَ انتقاله، حيّ بإحياء الله له. صلَّى الله عليه وسلم.”