ومِن القَصائد الرقيقة الراقية التي صاغها سيدي محمد المدني، قدس الله سِرَّه، في الحضرة الأحدية الربَّانية قصيدة “بُح بالغرام”. وفيها يدعو المُحبِّينَ إلَى البَوحِ بِالغرام والتصريح بالمواجيد حينَ تكتمل شروط المحبَّة. وهي قصيدة مُعارِضَةٌ لقصيدة سلطان العاشقين سيدي عمر بن الفارض ومطلعها:
مـا بَـيْنَ مُـعْتَركِ الأحـداقِ والمُهَجِ *** أنــا الـقَتِيلُ بـلا إثـمٍ ولا حَـرَجِ
يقول سيدي محمد المدني، قدس الله سِرَّه:
بُحْ بِــــالْغَرَامِ فَـمَا عَلَـيْكَ مِنْ حَرَجٍ *** وَشَنِّفِ السَّمْعَ وَاشْفِ أَلَمَ الْمُــهَجِ
و قُلْ لِي قَوْلاً بَدِيعًا لَيْسَ يُشْـبِهُهُ *** بَيْــــنَ الْمُحِبِّينَ قَوْلَ الْمَادِحِ اللَّهِـــجِ
فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ إِنْ صَرَّحْـتَ بِـهِ *** فَمَــــا رَأَيْتَ مُحِبًّا بِالتَّصْرِيحِ هُـــجِ
وَ لاَ تَخَفْ مِنْ عَذُولٍ لَجَّ أَوْ لاَئِـمِ *** إِنَّ الْمُحِـــبَّ عَنِ الْغَرَامِ لَمْ يَعُـــجِ
وَ قَسَمًــــــــا بِالَّذِي تَجَـلَّى جَـمَالُـهُ *** فَأَشْــرَقَ الْكَوْنُ مِنْ سَنَائِهِ الْبَهِـــجِ
إنَّ الْوُجُودَ لَفِي مَجْلَى الشُّهُودِ بَدَا *** وَقَدْ غَــدَا اللَّيْلُ فِي صَبَاحٍ مُنْبَلِـــجِ
قُل أُنْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاءِ وَاعْتَبِرُوا *** فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الآيَاتِ والْحُجَجِ
وَتِلْكَ آيَـــــاتُ اللهِ فِي الآفَـاقِ وَفِي *** أَنْفُسِـــكُمْ ظَهَرَتْ وَاضِحَةَ الْمَنْهَــجِ
وَإِنْ فَكَّـــــرْتَ فَفِي الْجَمَالِ لَمْ تَـخْرُجِ *** فَإِنْ نَظَرْتَ فَـلاَ تَنْظُرْ إِلاَّ حُـسْنَهَا
الشيخ محمد المدني
تقديم ن. المدني
باريس، 22 أفريل 2013