دعاء الرسول، صلى الله عليه وسلم

دعاء الرسول، صلى الله عليه وسلم

الشيخ-محمد-المنور-المدنييقول سيدي الشيخ محمد المنور المدني، حَفظه الله:

“إنَّ خَيرَ ما يَدعو به الإنسانُ، في خَلَواته وَجَلَواته، هو أدْعيَة الرَّسول، صلى الله عليه وسلّم، لأنَّ تلكَ الأدعية مستجابةٌ، بإذن الله تعالى، ولأنَّها صيغت بألفاظٍ صَدَرت عَلى لسان رسول الله، صلى الله عليه وسلّم وفي ألفاظِهِ بَرَكَة.

كما أنَّ هذه الألفاظ وحيٌ ربّاني، ألهمها اهلا لِنبيِّه، عليه الصلاة والسّلام. وقد أمَرَنَا الله تعالى بالدعاء تضرّعًا وخفيةً.
كما أمرنا الرَّسول بالدعاء في سائر الأوقات قائلاً: “الدُّعَاء مخُّ العبادة“،
فليكثر المريدون من الدّعاء، صبحًا ومساء.

مذاكرة الشيخ محمد المنور المدني، أوت 2010.
تدوين ن. المدني، 22 أوت 2020.

سيدي علي الحاج حسن (الشبيلي)

سيدي علي الحاج حسن (الشبيلي)

[ar]سيدي علي الحاج حسن (الشبيلي)[fr] Sidi ‘Ali Chbili, (Ville deChrahil, Tunisie)

[ar]سيدي علي الحاج حسن (الشبيلي)[fr] Sidi ‘Ali Chbili, (Ville deChrahil, Tunisie)

من قدماء الطريقة المدنيّة المُباركة بمدينة شراحيل (ولاية المنستير).
انضَمّ الى السلك في بداية الأربعينات رِفقةَ والده سيدي الشبيلي الحاج حسن (والد سيدي المختار الشبيلي)، رحمهما الله،
ومَنّ اللهُ عليْه بالتجريد (الانقطاع للعبادة)، حيث تَجَرّد في الزاوية المدنيّة شهورًا واظَبَ فيها على ذكر الله تعالى وخِدمة إخوانه والقيام بشؤونهم.

وكان رحمه الله صادقًا ثابتًا، من ذَوي النوايا الصادقة والسماحة الإيمانية الرائقة.
ومن نَوادره أنه كان يَسأل سيدي محمد المدني رحمه الله أسئلةً عن السَّيْر.

ففي يَومٍ منَ الأيّام، سَأل سيدي عليّ الشبيلي (رَحِمَه الله)، سألَ أستاذَه الشيخ سَيّدي محمد المدني، رضي الله عنه:

– سيدي الشيخ، هل تَذكرونَ الإسمَ الأعْظَم؟

أجابه الشيخ محمد المدني:

-ذِكْرُ العَارِفِ الوَاصِل هي الـمُشَاهَدَةٌ،

وأما الـمُبتَدِئُ فَهو يُنادي لأنَّه لا يَزالُ بَعيدًا .

وما يُستشَفّ من هذه الكلمات، أنَّ الشيخ المدني أدركَ مَقامَ الواصلين فَصارَ ذِكْرُهُ مُشاهدَةً، ومع ذلك حَافَظَ على الأذكار والأوراد، لأنها من خِدمة الله العَزيز الغفَّار، بل هي أصل المُشاهدة.

رحمه الله برحمته الواسعة وجعله في الفردوس الأعلى.

13 اوت 2020

ن. المدني

كتاب تحفة الذاكرين ومحاورة العارفين

كتاب تحفة الذاكرين ومحاورة العارفين

كتاب تحفة الذاكرين ومحاورة العارفين

كتاب تحفة الذاكرين ومحاورة العارفين

1. تَنقَسم هَذه الرِّسالةُ إلى جُزْأَيْنِ مُتمايِزَيْن:قِسم المُحاورَة، وقِسم الحِكَم الصّوفيّة. وقد خُصِّصَ الجزءُ الأوَّل منها لمُحاوَرَةٍ عِلمِيَّةٍ، ذاتِ طابَعٍ فقهيِّ، تَخَيَّلها الشّيخ محمد المدنيّ (1888-1959)، رَحمه الله،لِأغراضٍ تَعليميَّة صِرفةٍ، بَينَ سائلٍ ومُجيبٍ. فالسَّائلُ المُتَخَيَّلُ يَطرَح أسئلةً حولَ شعائرِ التصوّف وآدابِه وشرائِعِهِ، مثلَ: اتِّخاذ المِسبَحة والاقتداء بالشيخ والذِّكرِ جماعةً، والاهتزاز والمواهِب الذوقيَّةِ وطُرُق التعبير عنها… وهيَ أسئلةٌ تَنصبُّ كلُّها حول شرعيَّةِ هذهِ الشعائر التي يقوم بها الصّوفية، في كلٍّ زَمانٍ ومَكانٍ.

2. وكانت إجابات الشيخ محمد المدنيِّ، رحمه الله، مُستَندةً إلى النُّصوص الثابتة من الأدلَّة القرآنيَّة والسُّنِّيَّة. واللافتُ أنَّ هذه المحاورةَ اللطيفةَ انتهت باقتناع السَّائلِ، وانتظامه في طَريق القَوم. واللافتُ أيضًا أنَّ الشيخ محمد المدني، ورَغبَةً منه في إفادَة المُريدين، طَلَبَ من مُريدَيْن لَه تَمثيلَ هذه المحاورة، في شَكلٍ مسرحيٍّ، حتَّى يُشاهِدَهَا مَن حضرَ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سَنَة 1948. هذا وقد ظَفرنا بكرّاسٍ بخط السيد محمد تقتق، وهو من المُقَرّبين للشيخ، يُثبِتُ فيه أنّ هذه المحاورة قِيلتْ ليلة الإثنين ربيع الأنور 1367، المُوافق لــ 24 جانفي من سنة 1948 يوم السبت.

هيا يا الإخوان

هيا يا الإخوان

[ar]جمع من الفقراء في استقبال الشيخ المدني العائد من الحج[fr]Les Les Fouqaras accueillent leur cheikh à son retour du Hajj

[ar]جمع من الفقراء في استقبال الشيخ المدني العائد من الحج[fr]Les Les Fouqaras accueillent leur cheikh à son retour du Hajj

قَصيدة “هيّا يا الإخْوان“، من تأليف سيدي محمد المدني، رضيَ الله عنه، وهي من الشعر القليل الذي كَتَبه بالدّارجة التونسيّة، وكان الفقراء، ولا يزالون، يُنشدونها في مجالسهم وعلى منوالها كتب سيدي بلقاسم الثري قصيدته التي لها نَفس المَطْلع. وطأنها صيغت على لسان المريدين الذين يودون زيارة شيخهم ويتهممون للقائه.

1. هيَّاو يا الإخوان، هيَّاو يا الإخوان هيَّاو يا الإخوان نُزوروا بونَا صاحبَ البُرهَان

2. هياو نَمْشيو نزوروا، وإذا نزوروا بالأسرار نتنوروا، يَشرق القلب بأنوار العرفان

3. يَضوى ويَتَجَلَّى، ويَزول منه كلّ مَرَض وعِلَّة، بالذكر والتَّذكير يَتَقَوَّى الإيمان

4. يا جَمْعَ الأحِبَّة، إذا تَزوروا الشيخَ، زُوروا بِرَغبَة، بالصّدق والإخلاص والأمان

5. هياو نزوروا بَلْدو، إذا تحبّوا الليلة نباتوا عِندُه، حَضرَة زاهية بأنوار الرحمان

6.نَمْشي عَلى رَجليَّ، ما نَبغي رُكوب في رضَا مَولاي، نَركب الشوق ويَهزّني الوجدان

7.يا أسيادي يا أهل النيّة، هذي طريقة باهيّة صوفيّة، دخلوها فحول من رجال الزمان

8. تَلقاوا رجال أماثل، تلقاوا أهْلَ الله الأفَاضِل، مَن جَالَسْهُم ما يَلحَقُه خُسران

9. لا ينْحَصروا عنّا، يَبَلّغوا الزائر مَا يَتَمَنَّى، ففي رِضاهم رضا الرَّحمن

10. يَتَحَصَّل على المقصود، ينال سرّ قائم الوجود، يَفنى الكَون ويَغيب عن الأعيان

تحقيق. ن. المدني

رسالة نادرة أرسلها الشيخ محمد المدني إلى فقراء صفاقسَ

رسالة نادرة أرسلها الشيخ محمد المدني إلى فقراء صفاقسَ

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ المدني مع آل عبدالهادي

الشيخ المدني مع آل عبدالهادي

رسالة نادرة أرسلها الشيخ محمد المدني إلى فقراء صفاقسَ ومقدمهم سيدي سيّدي حسين عبد الهادي، رحمهم الله يَعتَرف بيدهم البيضاء في طريق الله.

1. السَّادَةَ الأفاضلَ، أهلَ نِسبَةِ اللهِ بِحاضِرَة صفاقسَ، أخصُّ بِالذّكْر منهم المُقَدَّم المبرور، وليَّ اللهِ تعالى، سيّدي حسين عبد الهادي، نَفَعَكم الله ونَفَعَ بكم. والسلام عليكم وعلى جميع من انتَسَبَ إليْكم وأحبَّكم لله، ورحمة الله والبَركة.

2. أما بَعدُ، فإنّي قَد رَجعتُ إلى الزَّاويَةِ يوم السّبْت قبلَ التاريخ، في سلامةٍ وعافيةٍ. وكذلكَ وَجدتُ أهلَ الزَّاوية، والحَمد للهِ، وقد كنتُ منشرحَ الصَّدْر، في غايَةٍ من الفَرَح والسُّرور، لما رَأيْتُه فيكم من النَّهضَة المُبارَكة،

3. وإن كانَتْ لَيستْ بأوَّل بَرَكَاتِكم يا أهلَ صَفاقسَ، فَلَكم في طريق اللهِ اليَدُ البَيضاءُ، أعْلى اللهُ مَقَامَكم وثَبَّتَنا وإيَّاكم على المَحَبَّة الصادقة، بِحُرمَة مَولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4. فَبَلّغوا أتمَّ سَلامي إلى كلِّ فَردٍ فَردٍ من حَضَراتِكم، كَمَا يُسَلّم عَلَيْكم جميعُ أهلِ الزَّاوية.

5. والسَّلام من كاتِبِهِ العَبْدِ الضَّعيفِ، محمد المدني العلاوي، في يوم الثلاثاء، جُمادى الأولى سنة 1372. (الموافق لـ 20 جانفي 1953 أو للثلاثاء الذي يَليه 27 جانفي).

تحقيق ن. المدني 02 أوت 2020.