وأكْرِمْ بسَيِّدي الشيخ مُحَمَّد المدني، طَيَّبَ الله ثَراه، حينَ يَدعو طالبي الحقيقة ومُريدي الوُصول إلى سُلوك طَرائق الاهتِداء، ومَناهِج السعداء، وذلكَ بالمثابَرة على الأذكار، ومُتابَعة الأبرار، في سَعْيِهم إلى الحَياة الأبَديَّة والمَقاعِد الصِدْقيَّة.
في قصيدة: “يا مَن يُريد الوصول”، وهي من رَوائع الشيخ المدني، ذِكْرى لِمَنْ يَذَّكِر، وكلُّ معانيها دُرَرٌ وغُرَر، مِن مَعْدَن القُرآن العزيز وهَدْيِ سَيِّد العارفين، نَفَعنا الله وإياكم به، آمين.
ياَ مَنْ يُرِيدُ الوُصولْ ** وَيَبْغِي مِنَّا القَبُــــــولْ
يَتْبَعْ طَرِيقَ الفُحُولْ ** أَهْــلِ الفَنا وَالبَــــــقاَء
يَتْبَعْ طَرِيقَ الرِّجَالْ ** وَيَطْْرَحْ عنْهُ الجـــــِدالْ
هذَا طَرِيقُ الجَمالْ ** والعِــــــزّ والارْتِـــــــقَاء
يَقِفْ لناَ فىِ الأبْوَاب ** نَرْفَع علَيْهِ الحــــِجَـاب
نَكْشِفْ لهُ الاقْتِراب ** يَفُــــوزُ بَعْدَ الشَّــــــقَا
حَتّى يَصِلْ للمَقْصُود ** رَغْمــاً لأَنْفِ الجَــــحُود
يَعْرفِ إلَهاً مَعْـبُود ** إنْ ذابَ وانْمَــــــــــحَقاَ
يَقْطَعْ خَيَالَ الأنام ** وَيَنْفىِ عَنْهُ الأَوْهـــــاَم
يَدخُل لِبَحْرِ الهُياَم ** يَزْدَادُ فِيــــــهِ شَـــــوْقاَ
يَغِيبُ عَنِ الوُجُود ** ويَخْفىَ عَنِ المفْـــقُود
يَذُوقُ مَعْنىَ الشّهُود ** يَرْقَى معَ الأصْـــــدِقاَء
يَذْكُرْ كَأَهْلِ الكَمَالْ ** وَيَنْفِى عَنْهُ الخَيـــــال
يَمْحُو جَمِيعَ المِثال ** يَعْرِفْ مَعَانِي البَـــــقاَء
فاذْكُرِ الاسمَ الأعْظم ** وَاضِبْ عَلَيْهِ تَغْــــــنَم
تَبْلُغْ مَعَانِي القِــدمْ ** يَرْوِيكَ مَنْ قدْ سَقَــىَ
تُسْقَىَ مِنْ حَوْضٍ مَعِين** حَوْضِ الرّسُول الأمِــين
عَلَيْهِ فِى كُلّ حِين ** صَـلاَةُ مَنْ عَشَــــــــقَا
ثُمَّ السّلامُ علــى ** مَــنْ رُفِعُوا فِي الــمـلاَ
أصْحَابهِ الفُضَلاء ** وَكُـــــلِّ مَنْ سَبَــــــــقَا
والمَدَانِي يُرِيِــــد ** دَوْمـــــــــاً إلَيْـــكَ يَزِيد
قُرْباً كَحَبْلِ الوَرِيد ** أوْ أدْنَى مِنَ ذي اللِّقـاء