المرجع[[نَقَلنا هَذَا النَّصَّ من الأرشيف الخاص بالزاوية المدنيّة وهْو كُرَّاسٌ كَبيرُ الحجم، بُدِئَ التدوين فيه من سنة 1930، واستُعمِلَ لتدوين بَعض قَصائد الشيخ المدني وَرَسَائِلِه ومَسائلَ أخرى تَتَّصِلُ بالفِقه والتصوّف. وقد تَدَاوَل عَلى النسخ فيه ثُلَّة من الفقراء، غَرَضهم حفظ كتابات الشَّيخ. ليس لهذا النصَّ الذي نقدمه اليوم تاريخٌ مُحددٌ.]]
ومِنَ الوثائق النادرة حقًّا التي كَتَبَهَا الشيخ سيدي محمد المدني –ولم تُطبَع من قبلُ – هَذَا التلخيصُ البَديعُ الذي يَستعرض فيه – بِهُدوءٍ وَحكمةٍ- نِقاشًا علميًّا دَارَ في الأوساط الأزهرية المُبارَكَة، في ثلاثينات القرن الماضي، حَولَ شَرعية اسم الصدر وأدلّته من السُنَّة المُطَهَّرَة. وخلاصة كلامه أنَّ حَديثَ الأنين واردٌ في مَصْدَرَيْن مَوثُوقَيْن، وأنَّ مَن ضَعَّفَه إنَّما التَبَسَ عليه اسمُ أحد الرُّواةِ. يقول الشيخ المدني:
1. فِي سَنَةِ … [[بَيَاضٌ في الأصل.]] هِجْرية، كَتَبَ في مسألة اسْمِ الصَّدْر، في أعدادٍ مُتوالية من مَجَلَّة الاسْلام المِصرية، جَماعَةٌ من العُلماء بينَ مُثْبِتٍ ونَافٍ، أو نَقول: بَينَ مُقِرٍّ ومُنْكِرٍ.
2. ودَليل المُثبتين الذي يَعتَمدونَه هُوَ حَدِيثُ الأَنين، غَيرَ أنَّ النَّافينَ يَنفون ثُبَوتَ الحَديثِ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ مُحَمَّد زَهرَان الأزْهري، ويُؤخَذ مِمَّا كَتبوه أنَّ حَديثَ الأنين – لَو ثَبَتَ – لَصَحَّ أن يَكونَ دَليلاً لِثُبُوتِ اسْمِ الصَّدْرِ.
3.كَتَب ا لشيخُ مُحَمَّد زَهرانُ كثيرًا في هذا المَوْضُوع، وحَاصِلُ مَا كَتَبَه أنَّ أحَدَ رُوَاةِ هَذا الحَديثِ وهو مُحَمَّد بنُ أيّوب بن سُويْدُ وَضَّاعٌ للحديث، فَهَذَا الحَديث مَوضوعٌ.
4. فَأجابَه أحَدُ المُثْبِتينَ وهوَ الشيخُ مُحمدُ عِمْرَانُ بنُ أحْمَدَ عِمرانُ الشاذليُّ الأزهريُّ [[التدوين في أخبار قَزوين، لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (توفيَ سنةَ 623 ه.) ، بتحقيق: عزيز الله العطاردي، يقع في أربع مُجَلَّدَاتٍ. وفيه يقول: رحمه الله: ثنا محمد بن إبراهيم المصري، ثنا أحمد بن علي القاضي بحمص، ثنا يحيى بن معين، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن بهية عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندنا عليل يأن فقلنا له اسكت فقد جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي دعه يأن فإن الأنين إسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل، التدوين في أخبار قزوين الرافعي الصفحة : 519، رواه أيضا كنز العمال – للمتقي الهندي6707- يا حميراء أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله يستريح إليه المريض]] قائلاً: “إنَّه قَد التَبَسَ عَلَى النَّافي اسْمُ الرَّاوي الكاذبِ باسم غَيرِهِ مِن رُوَاةِ هَذَا الحَديث، لأنَّ رَاوي الحَديث هو مَسْعُود بنُ مُحَمَّد الرَّمْلِي، رَوَى عَن أيَّوبَ بِن رَشيدٍ، لا أيوب بنُ سُوَيدٍ، المُتَكَلَّم فِيه بالضَّعْفِ.
5. قالَ الشَّيخُ عِمرَان: إنَّ حَديثَ الأنين وَرَدَ به في السُنَّة المُطَهَّرَةِ حَديثَانِ:
أَوَّلُهمَا: رَواه الإمامُ الرَّافِعي فِي كتاب التَّدْوِينُ فِي أَخْبَارِ قَزْوِينَ [[التدوين في أخبار قَزوين، لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (توفيَ سنةَ 623 ه.) ، بتحقيق: عزيز الله العطاردي، يقع في أربع مُجَلَّدَاتٍ. وفيه يقول: رحمه الله: ثنا محمد بن إبراهيم المصري، ثنا أحمد بن علي القاضي بحمص، ثنا يحيى بن معين، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن بهية عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندنا عليل يأن فقلنا له اسكت فقد جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي دعمه يأن فإن الأنين إسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل، التدوين في أخبار قزوين الرافعي الصفحة : 519، رواه أيضا كنز العمال – للمتقي الهندي6707- يا حميراء أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله يستريح إليه المريض وهو الذي اعتَمَدَ عليه الجَلالُ السُّيوطِيُّ وأثْبَتَهُ فِي جَامِعِهِ الصَّغير [[الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي4228 – : دعوه يئن، فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل.]] .
وهو الذي اعتَمَدَ عليه الجَلالُ السُّيوطِيُّ وأثْبَتَهُ فِي جَامِعِهِ الصَّغيرِ [[الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي4228 – : دعوه يئن، فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل.]].
وثَانيهما رَواه الدَّيْلَمي [[الفردوس بمأثور الخطاب، لأبي شجاع شِيرَوَيْه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني (ولد سنة 445 – توفيَ سنة509) طبع بدار الكتب العلمية بيروت، سنة 1986 وعدد الأجزاء واسم المحقق: السعيد بن بسيوني زغلول. وأما مسند الفردوس فهو تتمة كتبها ابن المؤلف ليسند أحاديث أبيه. والابن هو الحافظ أبو منصور شهردار ابن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي المتوفى سنة ثمان وخمسين وخمس مائة ، جاء في ترجمته في العبر ما نصه :قال ابن السمعاني: كان حافظًا عارفًا بالحديث فهمًا بالحديث فهمًا عارفًا بالأدب ظريفًا، سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكي السلار وطائفة وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي، وعاش خمسًا وسبعين سنة.]] في مُسنَد الفِردَوْس ، ولَم يُخْرِج فيه حَديثًا واحدًا مِن المَوْضوعَاتِ.
قَالَ الشَّيخ عِمرَانُ: ولَم يُوجَد في رُواة الحديثَيْنِ مَن اسمُهُ مُحَمَّد بن أيوب بن سُوَيْدٍ… إلى أن قالَ الشيخُ عمران: “قَال العَزيزيُّ [[العزيزي، تلميذ الشيخ محمد حجازي الشعراني، شارح ” الجامع الصغير ” للسيوطي وفيه قال: “حَديثٌ حَسَنٌ لغيره”، اه.]] : إنَّ هَذَا الحَديثَ حَسَنٌ لِغَيْره”.
هَذَا حَاصل مَا كَتَبَهُ النَّافي والمُثْبِتُ، وفِيه الكفايةُ، واللهُ وَلِيُّ الهِدَايَة.