مَتَى يَا كرامَ الحَيِّ عَينِي تَرَاكمُ؟
إنَّ مِن جِياد القَصائِد التي كانَتْ تُنْشَدُ في حَضْرَة سيّدي الشَّيخ مُحَمَّد المَدني، قَدَّسَ الله سِرَّه، قَصيدةَ: ” مَتَى يَا كرامَ الحَيِّ عَينِي تَرَاكمُ؟”.
وقد اشتهرَ سَيدي المُختَار الشبيلي متى يا كرام الحي عيني تراكم (مِن الفُقَرَاء الصَّادِقين في مَدينة الشَّراحيل بالساحل التونسيّ) بِإنْشَادِها في حَضْرَتِه. ومِنَ اللَّطائف المَأثورة في هذا الباب أنَّ الشيخَ طَلَبَ منه أن يَتَوَقَّفَ في إنشاده على بَيْتِ:
وإنْ قيلَ لي: مَاذا عَلَى الله تَشْتَهي * أقولُ: رِضا الرَّحْمن ثمَّ رِضاكُم
وأن لا يواصلَ الابياتَ الأخرى قائلاً لَه: إنَّ الشأنَ كُلَّه في الرِّضَا.
فَرَضِي الله عنهم أجمعين وَوَفَّقَنَا لِمَحَبَّتِهم.
مَتَـــى يا كرامَ الحَيِّ عَيْنِي تَراكُمُ * وَأسْمَــــــعُ مِن تلكَ الدِّيارِ نِدَاكُمُ
ويَجْمَعنـــا الدَّهرُ الذي حَالَ بَيْنَنَا * وَيُحْظَى بِكُم قَلْبي وَعَيْنِي تَرَاكُمُ
أَمُرُّ عَلَى الأبْـــواب مِن غَيْرِ حاجَةٍ * لَعَلِّي أَرَاكُــمُ أوْ أَرَى مَن يَرَاكُمُ
سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا * فَيَـا لَيْتَه لَمَّا سَقَاني سَـقَاكُمُ
فَيَا لَيتَ قَاضِيَ الحبِّ يَحْكُمْ بَينَنَا * وَدَاعيَ الهوَى لَمَّا دَعانِي دَعاكُمُ
أَنــــا عَبدُكُم بَــل عَبْدُ عَبْدٍ لِعَبْدِكم * وَمَملوكُكُـــم مِن بَيْعِكُم و شِرَاكُمُ
كَتَبْتُ لَكم نَفســي وَمَا مَلَكَتْ يَدي * وإنْ قَلَّــــتِ الأمْوالُ رُوحِي فِدَاكُمُ
لِسَانِي يُمَجِّدُكُـــــم وَقَلْبِي يُحِبُّكُمْ * وَمَـــا نَظَرَت عَيْنِي مَليحًا سِواكُمُ
وَمَــــا شَرَّفَ الأكْـوانَ إلاَّ جَمالُكُم * وَمَـــــا يَقْصُدُ العُشَّاقُ إلاَّ سَنَاكُمُ
وانْ قيلَ لي مَاذا عَلَى الله تَشْتَهي * أقــــــولُ: رِضا الرَّحْمن ثمَّ رِضاكُم
ولِــي مُقْلَةٌ بالــدَّمع تَجري صَبيبةً * حَـــــرامٌ عَلَيهَا النَّومُ حَتَّى تَراكُمُ
خُذُوني عِظـاماً مُحَمَّلاً أينَ سِرتُمُ * وَحَيـــثُ حَلَلتُمْ فادفنوُنِي حِذاكُم
ودُورُوا عَلى قَبْري بِطَرْفِ نِعالِكُــم * فَتَحْيَى عِظامي حينَ أصْغَى نِداكُمُ
وقُولوا: رَحِمــكَ الله يا ميِّت الهوى * وأسْكَنـكَ الفِردَوْسَ إن كُنْتَ مُغْرَمُ