ذاكرَنا الشَّيخُ، سَيدي مُحَمَّد المُنَوَّر المَدَنيُّ، أطالَ اللهُ بقاءَه، يومَ الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 بالزاوية المدنية بقصيبة المديونيّ، بِمَحْضَر سَيِّدي عُمر الجلاليّ، مُقَدَّم الطريقة بمدينة قرونوبل الفرنسية، قال:
“لَمَّا بَلغَ سيدي الحاج البشير بن مُحَمّد بن صالح القابسي، مُقَدَّم الطريقة المدنية بقابس، (مَدينة بالجَنوب التونسيّ) سنَّ التّسعين، أرسلَ رسالةً إلى سيدي الشيخ محمد المدنيّ بمناسبة المولد النبويّ الشّريف، على صاحبه أزكى الصلاة والسلام، يَعتَذِرُ فيها عن المَجيء إلى الزاوية المدنية بقصيبة المديوني، وذلكَ لكِبَر سِنِّه وعَجزه.
فأجَابه الشيخ سيدي محمد المدنيّ كتابةً بأنَّه : ” لا تقاعدَ في طَريق الله “. وطلب إليه في رِفْق أخويٍّ وأدب نَبَويٍّ، أنْ يَحضرَ الاحتفالَ بالمَولد النبويّ مع إخوانه الفقراء، وينالَ نَصيبَه من الثواب والذِّكْر والأنْوارِ.
فَما كانَ من المُقَدَّم الصّادق إلا أن أطاعَ أمْرَ شَيْخه، مع أنَّه يَكبره بعشرينَ سنةً، فحَضَرَ المولدَ وأمَّ الصَّلَوات كسالف عَهدِه طيلة أيَّام المَولد الثلاثَة. وذَكرَ وذاكرَ.
وبَعد شَهرَيْن تقريبًا من عَودته إلى مدينة قابسَ، انتقلَ إلى الرفيق الأعلى ثابتًا صادقًا بعدَ عقودٍ قضاها في الذكر والمُذاكَرَةِ.
رَحِمه الله رحمةً واسعةَ وجَعلنا الله على خطى هؤلاء الرجال الثابتينَ، لا مُبَدِّلينَ ولا مُغَيِّرينَ. آمين.
إعداد: ن, المدني، باريس.