كانَ الإسراءُ يقظةً…

Home كتابات صوفية المحمديات كانَ الإسراءُ يقظةً…

alissraa.jpg

وَاخْتَلف علماءُ الأمَّة أَكانَ إسراء النبيء، صلى الله عليه وسلَّم، إلى ربّه بِجسده أم بروحه، يَقَظَةً أو مَنَامًا. واختلفت أَدِلّتُهم وأسانيدهم. ومن لَطيف ما ألهم اللهُ شيخَ شَيخِنا، سيدي العلامة الطاهر بن عاشور هذا الاستدلالُ البارعُ:

“وَرُؤيَا الأنْبياء وَحْيٌ. وكانَ أوَّلُ مَا بُدىء به رَسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، الرُّؤيَا الصَّادقَةُ. ولَكنَّ الشريعةَ لَم يُوحَ بها إلَيه إلاَّ فِي اليَقَظَةِ مَع رُؤيَة جِبريلَ دونَ رؤيَا المَنام.

وإنَّمَا كانت الرُّؤيا وَحْياً لَه في غَير التَّشريعِ مِثلَ الكَشف على مَا يَقَع، ومَا أعَدَّ له، وبَعضِ مَا يَحلُّ بِأمته أو بأصحابه. فَقد رَأى في المنام أنَّه يُهاجِر من مكةَ إلى أرْضٍ ذَاتِ نَخلٍ، فَلم يُهاجِر حَتَّى أُذنَ له في الهجرة، كَما أخبر بذلك أبَا بكر رضي الله عنه. ورأى بَقراً تُذبح فكان تأويل رؤياه مَن استشهدَ من المسلمين يَومَ أحدٍ.

ولَقد يُرجَّحُ قولُ القائلين من السَّلَف بأنَّ الإِسرَاءَ بِرسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، كانَ يَقَظَةً وبالجَسَد عَلى قول القائلين بأنَّه كانَ في المنام وبالرِّوح خاصة. فإنَّ في حديث الإِسراء أنَّ اللهَ فرَضَ الصَّلاةَ في لَيلَتِه. والصَّلاةُ ثاني أركانِ الإِسْلام فَهي حَقَيقَةٌ (أي جديرة) بأنْ تُفْرَضَ في أكْمَل أحوال الوَحْيِ للنبي، صلى الله عليه وسلم، وهو حَالُ اليَقظة فَافهم.
(انتهى كلام الشيخ ابن عاشور: التحرير والتنوير، ج. 23، ص. 150، تفسير الآية 102 من سورة الصافات).

قلتُ: نَوْمُه، صَلَّى الله عليه وسلم، اتّصالٌ ومُشاهَدَة، فقَلبه لا ينام، فَكَيفَ بِيَقَظَتِه مُتَأَنِّسًا بخطاب ذي الجلال والإكرام، إنَّمَا الوحيُ سرٌّ ربَّانِيٌّ لَطيفٌ، لا يَتَفَاوت فِيه عِزِّ الإقبال الإلهيّ عَلَى صَفِيّهِ وحَبيبه، أكان يقظَةً أو مَنَامًا.

ن. المدني، الزاوية المدنية، باريس.

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]