يصف الشيخ محمد المدني، رضي الله عنه، في هذه القصيدة مَجلسا من مجالس الذكر التي انعقدت في مدينة تلمسان سنة 1335 هجري (الموافق للفترة الممتدة بينَ 28 أكتوبر 1916 و18 سبتمبر 1917). ولم نتمكن بعد من ضبط التاريخ الدقيق لصياغتها.
1. أيـــــــــــا كرامَ الحَي خذوا رشفــةً * تَــــــــــــــــداولَتْها إخوةُ السَّلاَم
2. لاحَت لنا مِن بَــرْقِ أستاذ العُــلا * فــــــــــــي بَيْتِنا كنَّا قَبْلَ المَنَام
3. تَعَـــــــــــــــانَقَت أرْوَاحُنَا فَضَمَّهَـــا * حـبُّ الأصيلِ الكَامِل الهُمَام
4. تَسَامَــــــــرَت أشباحُنا في وَصْفِــه * فَبِتْنـــــا نَرْعَى مِن زَهْر الكَلام
5. حَتَّــــــى شَرِبْنَا خَمْرَةً مِن حُسْنِــه * دَاوَت بطيبِهــــــا كلَّ الأسْقَام
6. وقَد غَرفنا مِن مَعاني بَحْـــــــــــــرِهِ * شَمائِلَ لا تُحصيهــــــــا أقلام
7. إذِ استَعَــــــارَ المَعنى منها رَشْفَــةً * فَرَفْرَفَـــــــــــــت بِسَائِر الأعْلاَم
8. وخَفقَــــــــــتْ رَاياتُها بَينَ الــوَرَى * تُظَلِّــــــــلُ الأرواحَ كَالأجْسَام
9. حتَّــــــى لواءُ العزِّ أضْحَى ضَاربــاً * في ظلهِ والبَيْــــــــــتُ والخِيَام
10. فَنَــــــــــــالَنا طَـــــــــلٌّ، بلْ وابِــلٌ * مِن غَيْثِه المهطــــــال والغَمَام
11. فَأيْنَـــــــــــــع الأثمَارُ مِن فُؤَادِنــا * وأزْهَــر رَوضُ القلوب السامي
12. نَاوَلَــــــتُ إخوَاني أزهارَ رَوْضــه * فَاستَقْبلوهـــــــــــــا بيد الأفْهَام
13. واستنشقت أفكارهم من طيبها * فتَعَنبَرت من ريح ذي الإنْعام
14. ونَاولـــــــــــــوني كَأسَ خَمرٍ زَانَهُ * رقيـــــــقُ مَعنًى كان بانْسِجَام
15. وبَيْنَنَـــــــــــا دارَت كؤوسُ خَمْرِهِ * ورُوحُــــــــــــــه تَسقينا باهتمام
16. حتَّى سَكـــــــــرنا غَيْبَةً في ذاته * كمن سقيَ من خَمرة المُدَام
17. إن قلت: مَن هو؟ قلت: هو أحْمَد * إبن عليوة سيدُ الكِـــــرام
18. ومستغانـــــــــــــــــم البلاد نسبةً * لــــــــــــــك هنيئاً بلدَةَ الهمام
19. أربعةٌ نَحن جميعـاً في الدجى * سَهَـــــــــــرُنا حوى بَدرَ التمام
20. الحَسَــــــــــــــــــن وصالح أخوهُ * نَجْـــــــــلا فحولٍ سادةٍ عِظَام
21. وذو المعــــــارف العباس ثالثٌ * والناظــــم المداني في الختام