خُماسيَّة صَبابةٍ، سَداها رَونَقٌ وماء، جَمالُ مَعنًى وصَفاء، يعَبَّر فيها الشيخ مُحَمَّد المَدني عن مَواجيد الهَوى، فَوَعَدَ ألاَّ يَسلو ولايَنسى. فقد كان فيها مَأخوذا بِعبوديَّتِهِ لِرَبِّه، ساعيا في مَرضاته وقُربِهِ، لايَزيدهُ الإبعاد، في مَجلى الجلالِ، إلاَّ تمسكًا بِعَهده وَحِفاظَا عَلى وُدِّه. رائِعةٌ مَخفيَّة، لقلوب العاشقين مَجليَّة، تَصلُحُ أن تكون لأدواء العِشْق تِرْياقًا.
1. سَلوا مُهجَةَ الصَبِّ: هَل أنا سالــي * فَإنَّهـا تَدْري فِي الصَّبابَةِ أحْوالي
2. فَلَستُ أسْلو، وَلَو تَقَطَّعَت أوْصالي * أو أرْجَفَ عَنِّي بالهُجْرانِ عُذَّالي
أو هَدَّدَ الدَّهرُ قَلبي وأساء لِي
3. وَهَبتُ لِمَن أهْواهُ روحِي ومُهْجَتي * وَبِــــــتُّ سَميـرَ الشَّوْقِ تَشْتَدُّ لَوْعَتي
4. وَما ذاقَ طَعْمَ النَّوْمِ أجْفانَ مُقْلَتـي * وَكُنْتُ أناجِي البَدْرَ مِنْ فَرْطِ زَفْرَتي
ويُغْني عَن الإخْبار بِالشَّوق حالي