والصلاة والسلام على أول مخاطب بالقرأن وعلى آله وصحبه التابعين له في الخطاب والإحسان دون ما خصه به الرحمان.
نوافيكم بتفسير من فيوضات الشيخ سيدي محمد المدني لآية “فسبح باسم ربك العظيم”
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظيمِ
1.وَالأمْرُ لَه، صَلَّى الله عَلَيه وسلّم، أَمْرٌ لِأمَّتِه، إلاّ في خَصائِصِه، صَلّى الله عليه وَسَلَّمَ.
2.أَمَرَ سُبحانَه وتَعالَى في هاته الآيةِ نَبِيَّهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلّم، بِتَسْبِيحه وتَنْزِيهِهِ عَمّا لا يَليقُ. بَل لِأجْل القِيامِ بِشُكْرهِ عَلى هَاته النِّعَم التي يَغْفَل عَنها أهلُ الغِوايَة، وأدْرَكَها أهلُ الدِّرَايَة، وعَلى رَأْسِهم النَّبيُّ، صَلّى الله عليه وسلّم.
3.ومِثلُ ذلكَ كثيرٌ في القرآن: فَقَد أمَرَه في سورَةِ الأعْلَى بِتسبيح رَبّه الذي أنْعَم بالخَلْق والتَسْوِية والتَّقدير والهِدايَة وإخْراج المَرْعَى. وما هِيَ إلاّ نِعَمٌ عَظيمَة يَلزَم تَسبيحَه تَعالى، شكرًا لَه عَلَيْها.
4.وذَكَرَ لَفظَةَ الاسْم ، وإدْخالُ حَرْف الجَرِّ[[المقصود به حرف: بــ في قوله تعالى: بِاسْم.]] عَلَيْه يَدلّ على أنَّ التَّسبيحَ يَكونُ بِذِكْر اسْم الله تَعالى، كَأَنْ يَقولَ: لاَ إلهَ إلاّ اللهُ، أو:
الله، أو: يَا لطيف، أو: يا حَيُّ يا قيّومُ، أو يَذكرُ أحَدَ أسْمائِه الحُسْنَى. ” ولِله الأسْماءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِها [[الأعراف:180]]”.
5.فَذَاكرُ اللهِ بِأحَدِ أسْمائِه الحُسْنَى مُنَزِّهٌ لَه تَعالَى عَن كلِّ نُقْصانٍ، مُوَحِّدٌ بالقَلب واللّسان، شاكر لَه على نِعمته التي لا يُحصيها الحُسْبان.
6.هذا، وقَد جاءَ عنه، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه لَمّا نَزلَت هذه الآية قال: ” اجعَلُوها في رُكُوعِكُم[[أخرجه أحمد (4/155) وأبوداود (869) وابن ماجه (887) وابن خزيمة (600) وابن حبَّان (1898) والحاكم (1/347)، و(2/519)، وقال: «صحيح الإسناد»، من طرقٍ عن موسى بن أيوب الغافقي عن إياس بن عامر عن عقبة بن عامر الجهني بنحوه، وتتمَّة الحديث: فلمَّا نَزَلَت (سبح اسم ربك الأعلى) قال: «اجعلوها في سجودكم». وحسَّن النَّووي إسناده في المجموع (3/372). وقال أبوداود عقبه: «انفرد أهل مصر بإسناده..».]]”.
فكانوا يقولون في الرّكوع: سُبحانَ رَبّي العَظيم.
7.وعَلَيه فَيكون المعنى: قُل: سُبحانَ رَبّيَ العَظيم. ذَكَرَهُ النَّسَفيُّ فِي تَفسيرِه.
8.وَحَيثُ أنَّ الرَدَّ عَلى مُنْكرِي البَعث وإقَامَة الحُجَّةِ عَلَيْهم لا يَكفي عَن مُقارَعَة مُنكِري القُرآن والردِّ عَلَيْهم، إذْ كَمْ مُقِرٍّ بِالبَعْثِ مُنْكرٍ للقُرْآن[[ المعنى: حيثُ أنَّ الردّ…..أخذَ.]]، أخَذَ في الكلام مَع هَذا النّوع الذي هو مُنكرٌ للقُرآن، فَقالَ تَعالَى: