ومن عُيونِ القَصائد، النَّاهلة من مَعين الإلهيات، التي يَتَغَنَّى بها السادات في مَجالس الأنوار والقُربات قُولُهُمْ لِمَحبُوبِهم: عَيْنِي لِغَيْرِ جَمالِكُمْ لا تَنْظُــــــرُ ، ينشدونها خاشعةً أبصارهم، ذليلةً قلوبهم. وقد دَرَج أتباع الطريقة المدنية على إنشادها تعطيراً للقلوب وتنويرا للأفئدة فَمُنَاهُم ألاَّ يروا في الكونِ إلا الحبيب المحبوب فاعلا مدبّرًا، يفنونَ فيه وبه عَما عداه. فجلّ المُتَوَحِّد في عَظَمَته، المُتَفَرّد في قُدْرَته الذي لا تنظر العين في الكون سواه، سبحانه وتعالى.
عَيْنِي لِغَيْرِ جَمالِكُمْ لا تَنْظُـــرُ * وَسِوَاكُمُ فِي خَـاطِرِي لاَ يَخْطُـرُ
فَإذا نَطقْتُ فَفِي حَديثِ جَمالِكُم * وإذَا سَكَتُّ فَفِيكُـــــــمُ أَتَفَكَّــــرُ
حُبِّـي لَكُمْ طَبْعٌ مِنْ غَيْرِ تَـكَلّفٍ * وَالطَّبْعُ فِي الإنْسَانِ لاَ يَتَغَيَّـــرُ
صَــبَّرتُ قَلْبِي عَنْكُمُ فَأجَابَنِـي * لاَ صَبْرَ لِي لاَ صَبْرَ لِي لاَ أَصْبِرُ
لاَ صَبْرَ لِي حَتَّى يَرَاكُمُ نَاظِرِي * وَعَلَى مَحَبَّتِكُمْ أَمُوتُ وَأُحْشَـرُ
اثْنَانِ نَحْنُ وَفِي الحَقِيقَةِ وَاحِدٌ * بَلْ كُلُّ شَيءٍ مِن جَمَالِكَ يَظْهَرُ
الله الله الله الله يا مَـوْلانــــــــا * الله الله الله الله يــــا رَبَّـــــنـَـــا