نظرة الناس السلبية لطرق الصوفية جعلتنا نجني ثمار التطرف
محمد المنور المدني شيخ الطريقة المدنية العلوية بتونس ورث الطريقة عن والده الشيخ محمد المدني الذي قضى كامل حياته فى إدارة هذه الطريقة الصوفية المنتشرة في المغرب العربي وفي قلب اوروبا وامريكا وكثيرأً ما تنقل بين المدن والقرى التونسية واريافها ناشراً هذه الطريقة الصوفية .
يقول الشيخ المنور في حواره لموقع ” أمان “ان غياب المفتي التونسي عن مؤتمر الإفتاء هذا العام كان بسب إنشغاله ببعض المسائل المتعلقة بالمنصب .
وحول الفرق بين الطرق الصوفية في تونس والطرق الصوفية حول العالم قال الشيخ محمد : ” لا يوجد فرق كبير هو نهج النبي محمد ونهج صحابته الكرم وطريقتنا تحاول ان تصل الناس لربهم بأقصرالطرق الممكنة وهي الحكمة والموعظة الحسنة .”
وعن مشكلة التطرف وزيادة اعداد الشباب التونسي المنتمي او الملتحق لتنظيم “داعش” الإرهابي قال الشيخ محمد نواجه التطرف بالفكر و الثقافة والعلم والفهم والدين المعتدل حيث يقول الحق سبحانه وتعالي ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً” وهي أيه في وسط سورة البقرة .
مؤكدا ان هناك كثيرين من هؤلاء المتطرفون راجعوا أنفسهم وانضموا بعد رحلة الإرهاب إلي المجتمع مرة اخري” التائب من الذنب كمن لا ذنب له ” ولكن يجب علينا ان نقبله شرط أن نختبره ونعرفه جيدا .
وعن فكرة مساوة المرأة بالرجل أكد الشيخ منور المدني ان دين الله لن يتغير ، ونحن نسير مع قول الله والرسول وقول الحق في هذه المسالة هو الذي يبق امد الدهر، لذلك ارفض مساوة “طبيعة” المرأة بالرجل وليس المساواة المتعارف عليها في عالمنا المعاصر فلن يغير أحد دين الله .
وحول التعددية الايديلوجية والفكرية الموجودة في تونس وكيف يتعامل معها اهل التصوف قال الشيخ منور “أن ما تعلمه من جامعة الزيتونة جعله ينظر بحكمة كبيره للجميع الامور فقد تم اخراج دعاة وعلماء في كل التخصصات الدينية عملت هذه الشخصيات علي تنوير العقل المسلم وكان شعار هؤلاء العلماء في تونس الحكمة والأية الكريمة “ادعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة “.
وحول نظرة الناس السلبية لطرق الصوفية قال شيخ الطريقة المدنية العلوية في تونس امتاز أسلوبنا في تفسير القرآن الكريم بالوضوح والسلاسة الى جانب الجمع بين المعاني الظاهرة والمعاني الباطنة مع الإعتماد على المؤلفات “المعرفة الواضحة في تفسير سورة الفاتحة” وكتاب “الروضة الجامعة في تفسير سورة الواقعة” و”رسالة النور” في تفسير آية “الله نور السموات والأرض ” لذلك كانت دعوتنا سمحه بعيدة عن التشدد والغلو في الدين .
واضاف “نسعى الى تغيير التصورات النمطية السائدة عن الطرق الصوفية من أنّها تكريس للخرافة والبدع والشعوذة وغيرها من الصور السلبية فطريقتنا لها مريدون بالآلاف ينتشرون في كامل البلاد التونسية تقريبا فضلا عن أوروبا و باريس حيث لها فروع وزوايا لتعليم اللغة العربية وتلقين أصول الفقه الإسلامي وتقديم الوجه الحقيقي لديننا الحنيف دين التسامح والمحبة والسلام والاعتدال والوسطية لأبناء تونس سواء في الداخل أوفى بلاد المهجر وسائر الجاليات العربية والمسلمة وكذلك للغرب المتعطش لمعرفة المزيد عن دين محمد.
وحول أخر ما كتبة الشيخ منور المدني قال ” تتبعت سيرة الرسول من خلال الصحابة ونظرتهم له وكتبت “وصف الرّسول من طرف بعض الصّحابة” .
كما تحدي الشيخ المنور علماء الغرب مؤكداً انه لم يكن للرسول مترجم مستندا للآية الكريمة ” وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه” ، فخصوصيّة الرّسل أنّ الله اصطفاهم لأقوام مخصوصة بلغة مخصوصة، لكنّ الرّسول الأكرم سيّدنا محمّدا أرسله الله للنّاس كافّة، قال تعالى ” قل يا أيّها النّاس إنّي رسول الله إليكم جميعا” فوراء هذا النّداء الصّريح نداء خفيّ : قل يا أيّها النّاس إنّ الله أرسلني بألسنة النّاس جميعا ولغاتهم أبلّغهم دون الحاجة إلى وسيط أو مترجم لأنّ من ثوابت الرّسالات التّبليغ الصّادق، ومن ثوابت الأمور أنّ الوسائط والمترجمين قد يحرّفون ويغيّرون الكلام اما النبي محمد فلم يحتاج إلي مترجم وهذا هو التحدي الاكبر في الرسالة السماوية فقد كان النبي بلا واسطة ولا ترجمان.
وانهي شيخ الطريقة المدنية حديثة بأن الأزهر والزيتونة لهم تاريخ طويل في العلاقات ولنا حرص كبير علي هذه العلاقة الممتدة عبر هذه السنوات لنواكب متطلبات العصر مما جعلها وجهة الآلاف من الباحثين عن المعرفة وتدبر العلوم الدينية والدنيوية ، وهذا ما دفع والدي الشيخ محمد المدني الذي يحوي مسجده مكتبة ضخمة فيها صنوف العلوم والآداب وفيها أيضا ملتقي جامع واسع الأرجاء أقام فيه القائمون عليه علاقات مع ازهرنا الشريف .
حوار عمرو عبد المنعم
منقول من موقع أمان بتصرف.