1. ومِن أسْمائِهِ الشَّريفة، عليه الصلاة والسلام، “سَيِّدٌ”، وقد وَرَدَ إطلاقُ هَذا الاسمِ على السيد الأعظم في أحاديث كثيرة صَحيحَةٍ كما في حديث الترمذي الذي يقول فيه النبيء، صَلَّى الله عليه وسلم: “أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، يومَ القيامة”. وفي حديث الصحيحين : “أنَا سَيِّد النَّاسِ يَومَ القِيامَةِ”.
2. ومعنى “السيد”: الذي يَسودُ قَومَهُ، أي: مَن يَتَقَدَّم عَليهم ويحوز قصب السبقِ لما فِيه مِن خِصال الكَمال والشَّرَف التام. قال ابنُ عَبَّاس رضي الله عنهما: “السَّيد هو الكريم على رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ”، وقال قتادة: “السَّيد هو العابِدُ الوَرِعُ الحَليم”.
3. والرسول، عليهِ الصلاة والسلام، هو سَيِّد العَالَم بأسرهِ، مِن غَيْر تَقييدٍ ولا تَخصيصٍ، في الدنيا والآخرة، وهو مشهودٌ له بِالسيادة، نَسَباً وَطَبْعًا وخُلُقًا وأدباً إلى ما لا نِهايَةَ لَه مِن المَكارِمِ، قَبْل النبوءة وبَعدَها. ويَشهَدُ لِسيادَتِهِ، عليه الصلاة والسلام، قولُه، صَلى الله عليه وسلم: “آدَمُ فَمَن دونَه مِنْ الأنبياء يَومَ القيامة تَحْتَ لِوائي”. وقوله أيضًا: ” كنتُ نَبِيًا وآدَمُ بَينَ الروح والجَسَدِ”، وقَولُه عليه الصلاة والسلام، :”أنا سَيِّدُ وَلَد آدَمَ يَومَ القيامة، ولا فَخرَ، وبِيَدي لِواءُ الحَمْد ولا فَخرَ، وما مِن نَبيٍّ يَومئذ، آدم فَمَن سواه إلاَّ تَحت لوائي، وأنا أول شفيعٍ وأول مُشَفَّعٍ ولا فَخْرَ”، (رَواه الإمام أحمد والترمذي وابنُ ماجَةَ.
4. وفي مَجال الأرواح، سيدنا محمّدٌ هو سيد القلوبِ ومُرَبِّيها، مُعلمُها وهاديها، وهو الذي تَأَمَّر على عرش المهجِ مَحَبَّةً وعزّا، وهو الذي تَبَوَّأَ فيها الشرف المُعلَّى، وسقاها القَدَح المحلّى. فَصلى الله وسلم عَلَيه ما حَنَّت إلى رِفعته الأرواح وتزينت به مَقامات الفَلاحِ.
الشيخ محمد المنور المدني.
الزاوية المدنية
12 جوان 2016