1. سيدي الحاج عبد الله البوغانمي، من مواليد الشمال الغربي بتونس، وتحديدًا من منطقة تاجروين سنة 1920. وفيها عاش صباه، ومنها انتقلَ إلى تونس العاصمة بحثًا عَن العمل. واستقر به المقام هناكَ لتحفظَ عنه أجيال عديدة القرآنَ الكريمَ، ويؤمَّ الصلاة لعقود طويلة، ويكون خيرَ مِثالٍ وأجمل قُدوةٍ لطيب أخلاقه العالية.
2. وبعدَ سنواتٍ على تلك الحال، وجد سيدي عبد الله ضالته في فارس من فرسان الزاوية المدنية سيدي الحاج الحَبيب بن عثمان، رحمه الله، سنة 1962. وحينها أدركَ من أسرار الدين الإسلامي وثماره القلبية، وانتظم في طريق القوم ولازَمَ إخوانَه الفقراء، وحَرِصَ على حضور احتفالات المولد النبوي الشريف بالزاوية المدنية، بكل انتظامٍ. وآمن أنَّ طريق الله صافٍ مصفى، يوصل الى معرفة الله، ويحقق اليَقين.
3. وظلَّ رَحمه الله لطيفًا، رقيقًا، عَذبَ الكلام قليله، مُستغرقا في الحضرة المحمدية، حتى أنه لمَّا قبيلَ أن توافيه المنية وأن يُسلم الروح إلى باريها، أصرَّ على الصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في نطقه بالشهادتين ومات على حسن الختام وذلك يوم 30/11/1999، رَحم الله سيدي عبد الله البوغانمي، وألحقه بالأولياء والصالحين في جنات النعيم وجعله في شفاعةِ سَيِّدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم ما دامت السموات والأرضين، أمين.
الزاوية المدنية، 30 أكتوبر 2016.