زدني بفرطِ الحــــــبِّ فيكَ تحيُّـــــــــراً * وارحمْ حشــــــىً بلظي هواكَ تسعَّراً
وإذا ســــألتـــــــــكَ أنْ أراكَ حقيقــــــةً * فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي:لن تَرَى
يا قلبُ! أنـــــــــتَ وعدتَني في حُبّهمْ * صبراً فحـــــــــاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَـــــــــرامَ هوَ الحَيـــــاة، فَمُتْ بِهِ * صَبّاً، فحقّـــــــكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
قُل لِلّذِيـــــــنَ تقدّمُـــــــــوا قَبْلي، ومَن * بَعْدي، ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا * وتحدَّثــــــــــــــــوا بصبابتي بينَ الورى
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننــــــــــــا * سِـــــــــــرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأبــــــــــــــــــــاحَ طرفي نظرة ً أمَّلتهـــا * فغــــــــــــــــدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً
فدهشـــــــتُ بينَ جمالهِ وجــــــــلالهِ * وغدا لسانُ الحــــــــــــالِ عني مخبراً
فأدِرْ لِحـــاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِـهِ، * تَلْقَى جَميــــعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْـــــنِ يكمُلُ صُورَةً، * ورآهُ كـــــــانَ مهلَّلاً ومكبَّـــــــــــــــــــراً
الزاوية المدنية 23 نوفمبر 2016