بسم الله الرّحمن الرحيم
1. صادقَ المَحَبَّة، قويَّ الرَّغبةَ، ابنَنَا الأبَرَّ، العارفَ بالله، سيّدي إبراهيم بن الصَّغيّر، أدْخَلنا اللهُ وإيَّاكم في حِصْنهِ الحَصين والسَّلامُ عَليكم في كلٍّ وَقتٍ وحين.
2. أما بَعدُ، فَقَد تَشَرَّفنا بكتابكم الكَريم. وأنتَ تَعلمُ أنَّ كتابَكُم يَسرُّني كثيرًا ويُطْربُني لما يَحتوي عَليه من صادِق الشَّوق وخَالِص الودِّ.
3. قَرأتُ كتابَكم على إخوانِكم بالزاوية، فَسُرُّوا به كَسُروري، وكلّهُم يُسَلمون عَليكم ويَتَمَنَّونَ الاجتماعَ بكم، جَمعَ اللهُ بينَ الجَميع في سَاعةٍ تُرضي اللهَ ورَسولَه، بِحُرمة مَولانا رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم.
4. أمّا أخوكم سيّدي المَولديّ، فهو إلى الآن لم يَأتِنا ولم أدْر مَا مَنَعَه عنّا. جَعَلَ الله المانِعَ خيرًا.
5. أمّا عَزمُكم على قراءة سُورَة الإخلاص مائةَ ألفَ مَرّةً، فنعمَ العَزمُ هو. فَعَليكم بهذا العمل العَظيم، وكنْ فيه مُخلصًا لله حتَّى تَرى أنَّ سرَّ اللهِ يَعبدُه. ولَيسَ لَكَ من الأمْرِ شَيءٌ.
6. وأمّا قَصيدتكم الغَرَّاء، فإنَّ إخوانَكم عَازمونَ عَلَى حِفْظهَا والتَّرَنُّم بها في أوقَاتِ الحُضور، وماهي إلاَّ واردٌ رَحمانيٌّ. ومَهْمَا وَرَدَ عَليكَ مِثلُهُ فَاكتُبْهُ، واعتَقِدهُ مِنَ الله إليكَ، حتَّى تكونَ شاكرًا، فَيزيدكَ اللهُ من فَضله.
7. ثَبّتنا الله وإيّاكم على صِراطِه المستقيم. بَلِّغْ أتمَّ سَلامي إلَى كلِّ مَن يَجتَمعُ مَعَكم لِله، والسَّلام مِن كاتِبِه العَبدُ الضَّعيف، محمد المدني العلاوي في يوم الخميس…
لمحة تحقيق:
1) كتبت هذه الرسالة قبل سنة 1939 على التحقيق، التاريخ المحتمل لوفاة سيدي إبراهيم الصغيَّر، من فقراء تونس العاصمة وأحد أفراد القلّة التي حَظيت بإجازة مكتوبَةٍ، بخَطّ الشيخ سيدي محمد المدني، لنشر الطريق.
2) القصيدة المشار إليها قد تكون إما “ذكر المحبوب” أو “ما راحتي ما راحتي“، والراجح أنَّها الثانية لأنَّ الشَّيخَ رَبَطها “بأوقات الحضور”، وهي مما ينشد في خاتمة “الحضرة”، وقد شَجَّعه الشيخ على كتابة الواردات الرحمانية، وحثّ مريديه على الترنّم بقصائد أخيهم.
3) أذن له الشيخ المدني في قراءة سورة “الإخلاص” مائة ألف مرّة، وهذا من الإكثار من ذكر الله، ولكنْ حَثَّه على الإخلاص في القراءة وعدم نسبة الفعل إليه.
4) سيدي المولدي بن بشير من فقراء تونس القدامى، رحمهم الله أجمعين.
ن. المدني، 03 أكتوبر 2020.