بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا ومولانا محمّد ، وعلى آل سيدنا محمّد الذي جعل الله كل دعاء محجوبا عن بابه ، حتى يصلى عليه وعلى آله وأصحابه.
… إن التصوف لم يكن في بدايته سوى وقوف على أوامر الشرع العزيز والتمسك بتعاليمه الخالدة جريا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلقد بدا التصوف زهدا وتعبدا تغذيهما مشاعر روحية عارمة ودلائل واضحة على التقوى مثل المجاهدة والذكر والتواضع، وكان النبيء صلى الله عليه وسلم في حياته الخاصة والعامة مثلا أعلى في ممارسة جوهر الدين عقيدة وسلوكا علما وعملا وتلقى الصحابة رضي الله تعالى عنهم طريقته في الحياة واتخذوها نبراسا ومرشدا، واشتهر من صحابته خاصة أهل الصفة الذين ترجع تسمية التصوف لهم على بعض الأقوال ، ثم انضافت إلى التصوف روافد أخرى غذته وكانت سببا في تواصله واستمراريته منها الشوق والمحبة، ومنها الوعظ والإرشاد . وقام بهما كثيرون . منهم حاتم الأصم وابراهيم بن أدهم وغيرهما ولكن بلي التصوف بالإنحراف كما يبلي كل علم إنساني ، فانحراف العلم مثلا هو استعماله الدمار، وآفة التصوف هي الحيد عن مبادئه وظهور بعض أشكال الشعوذةوالتدجيل ، واستخدامه وسيلة للإثراء وجمع المال بالإحتيال على ضعاف العقولمن بسطاء المسلمين، ولا ننكر وجود هذه المظاهر السلبية في التصوف قام بها بعض الأدعياء من المتصوفة وهم الذين يسميهم ابن تيمية : بـ… صوفية الإرتزاق. …
… أيها السادة الأفاضل : يقول الله تعالى في محكم تنزيله وهو أصدق القائلين “ووجَدَكَ ضالاً فَهَدَى”. (صدق الله العظيم) ظاهر الآية الشريفة أنها خطاب من الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه وجده ضالا يعني حائدا عن الطريق القويم فأكرمه بالهداية. وهذا ما يقوله بعض الناس، وفي الحقيقة…
… أيها الإخوة الأعزاء من بين أسماء الله الحسنى هو الغفار، وهو الذي يغفر الذنوب ، ويستر عبده في الدنيا ولا يعاقبه يوم القيامة إذا تاب ورجع إلى الله بتوبة صادقة، يقول الله تعالى في الذكر الحكيم: “وربك الغفورُ ذو الرحمة“، ويقول أيضا وهو أصدق القائلين:” قل يا عبادي الذينَ أسرفُوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” . وكان من جملة دعاء النبيء صلى الله عليه وسلم: ” اللهم اغفر لي مغفرة ظاهرة وباطنة. واغفر ذنوب السر والعلانية، ويقول أبو بكر الواسطي أن الله سبحانه وتعالى : غافر الذنب لمن قال لا إله إلا الله، قابل التوب لمن ثبت على معرفة لا إله إلا الله، شديد العقاب لمن أنكر حقيقة لا إله إلا الله ، ذو الطول لمن شاهد أسرار لا إله إلا الله. وقال سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يا رب إذا سألك الطائع مذا تقول له ؟ قال أقول لبيك . قال فالزاهد؟ قال أقول لبيك. قال فالصائم ؟ قال أقول لبيك قال فالخاطئ؟ قال أقول … .