بِسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم
اللّهم صَلِّ وسلّم وبارِك على سيّدنا ومَولانا محمّدٍ، وعلى آل سيّدنا محمّد، نِعمةِ المُحبّين النّاطقة، ورَغبة الزّاهدين الصّادِقَة، المُرسل بنَسمات الرّحمة للأرواح العاشِقة.
أيا نُـجــومَ الليَــــــل إنّــي ســائِـــــــــل * عَـــن خَـبَرِ المَحبـوب هَلْ مِن نـــاقِل
يا أيّهـــــا البَــدرُ المنـــــيرُ في الدَّجَـــى * فَلْتُخْبِـــــرَنْ قَلـــبَ المُحِبّ السّائـــل
ثمَّ احْمِلَــــــنْ يا بَــــــرقُ مِنّي عَــاجِلاً *خذْ عاطِرًا مــــنَ السّلام المُـــرْسَل
[[ ص 19 طبعة أفريل 2002]] الأبيات الشعريّة الواردة في الخطبة جاءت في قصيد أيا نجوم الليل أنيس المريد
الحمد لله الذي هَدانا بالكتاب والسُنّة، وأخذَ عَلَينا ميثاقَ الاقْتِداء بما فَعَلَه رسولُ اللهِ وسَنَّهُ، وأحلّنا بإتّباع أعْلَم العالِمين مَحلاّ مُنيفًا، وشَرّفَنا باتِّباع سنّته تشريفًا، نَحمده تعالى ونشكره ونستعينه سبحانه ونستغفره، أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، ارتضى لنا الإسلام دينًا، وبعثَ فينا رسولاً أمينًا، وأشهد أنَّ سيّدَنا ومَولانا وحبَيبَنا محمدًا أشرفُ العالمين.
اللّهم صلّ وسلم وبَارك على هذا النّبي الزكيِّ، أطهرِ الخَلق وأعْظَمِهم أجمعين.
أمَّا بعدُ، فيا أيّها المحتفلون بمولد سيِّدِ الأنبياء والمرسلينَ.
إنَّ المَحبّة من مقامات الإحسان العالية، التي ثَبَتَت بالكتاب والسنّة، واعْتَمدها كبارُ أهل الله العارفين في كلّ عصرٍ مَنهجًا للسموّ بالرّوح في مَدارج الواصلين. ومــــــــن هؤلاء العارفين الشّيخ سيّدي محمّد المدني، رحمه الله، الذي جَعلَ من المحبّة شَرطَ الوُصول إلى حَضرة الله تعالى، وقد قَسّمها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول : ويَشـــمل مَحبـــّة عامَّــةِ المؤمنـــين، إذ هـــي شَـــرط كَـــمالٍ فــي الإيــــمان. قـــال صلّى الله عليه وسلّم: )لا يُؤمنُ أحَدُكُــم حَتّى يحِـــبَّ لأخيــــه ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ [[ البخاري ومسلم ]] وكــــذلك تـــشمــل أهلَ الله الذاكرين حيث يقول في ذلك :
مَحبّة الإخوان شَرْطٌ لازمٌ * تَعْظيمُهم تَزكو به المَكارم
ووَرَدَ في رسالة بعث بها لبعض الفقراء مُنَوّهًا بمحبّتهم لبعضهم البعض فيقول : (حَمَدت اللهَ تَعالى على حسن جدّكم واجتهادكم ومَحبّتكم وارتباط قلوبكم على محبّة بَعضكم أوّلاً، ثمّ على مَحبّة الله ورسوله ثانيًا، وهكذا شأنُ أهلِ الله) 1. ولقد أبْدَع الشّيخ سيدي محمّد المدني حين جَعلَ من محبّة الفقراء السبيلَ الأقومَ لِمعرفة الله والارتقاء بالفقير إلى مَقامات اليَقين.
القسم الثاني : وهو مَحَبّة سَيّد السّادات وأعظمِ الكائِنات، عَليه سلام الله وأفضل الصلوات. فَلقد كان الشّيخ محمّد المدني من كبار العاشقين للحَضْرَة المحمّديّة، عارفًا بمقدارها السّامي، حتّى صاغَ في مَدح رسول الله أعذَبَ القصائد، وتغنّى فيها بلطائف شمائله وخَصائِصه فَهو القائل:
وقَبِّــلَنْ أعْتــــابَ روضٍ زانَه * شمــسُ الهُـــدى وكـَــوكَبُ المَحافل
ويقول أيضا :
حَيـث بدرُ التَمّ أضحـى زاـرًا * حـيث السّنا حـيث البها المجـمّل
وفي رَسولِ الله، صلّى الله عليه وسلّم، أُلْهِمَ صيغَةً من أرقى الصيّغ وأحلاها في الصّلاة عليه، وهي المُسَمَّاة ‘شَجرَة الأكوان‘ 2 وممّا جاء فيها: ‘اللهمَّ صَلّ وسلّم على مرآة الحقائقِ، مِصباح نوركَ الممتدّ ضياؤه إلى أجزاء الخلائق، مَن تَجلّيتَ عَلَيه بلا فاصلٍ ولا فارقٍ حَتّى قلتَ : إنَّ الذين يُبايعونَكَ إنّمَا يُبايعونَ اللهَ’.
القسم الثالث : وهو تَتويج لما سبقَ وعروجٌ بالقلوب، وفيه تَتَّجهُ المحبّة إلى الحقّ جلّ وعلا، وفيها يقول الشّيخ سيدي محمد المدني، رَحمه الله : ‘يَلزَم المريدَ أن يَكونَ شديدَ المحبّة لجانب الحقّ، تَبارَكَ وتَعالى. واعْلَمْ أنَّ المَحبّةَ دينُ أهلِ الله ومَذهبُهم، والمَحبّة لله ثلاثة أقسامٍ: مَحبّة العَوام وهي في مُقابَلَة إحسان الله إلَيهم ووُفورِ نِعَمِهِ عَلَيهم. ومَحبّة الخَواص وهي خالصةٌ عَن الشوائب، وإنّما هي لاستحقاق ذاته أن يكون مَحبوبًا، ومَحبّة خاصّةِ الخاصَّة وهيَ تَقتضي انمِحاقَ المُحبِّ في ذات مَحبوبه’ [[جواهر المعاني الرّسالة التّاسعة ص 68 2- أنيس المريد ص 55-56 و برهان الذّاكرين ص 34-35 3- الأصول الدينيّة(كتاب التصوّف) ص 28
]] .
وهكذا فالمحبّة في نَظر الشّيخ المدني مَنهــــــج مُتكامِلٌ، يُفضي إلى الفــــناء في الله والبقاء به، وبها تَصفـــو البواطـــن وتَتَـــزَكّى الأرواح وتعـــرج إلى مـــــولاها خالصةً من الأغيار.
اللهم صَلِّ وسَلِّم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل سيدنا محمدٍ، هداية الحائرين، وكفاية الطّالبين، الرَّحمةِ المهداة للعالمين، وخِيرَة الله من الخلق أجمعينَ.
فَيا رســولَ الله يـــا غـــــوثَ الــــــوَرى * يا شـــافــعًا يـــومَ الجــزا في الآمــل
يا مــعدَنَ الجــــود ويـا كنــــزَ العــــطا* يـا رحــــــمَةَ الأعـــالي والأســـافــــل
فأنـــــــتَ بَـــــحـرُ الله أنـــــــت نـــورُه * وأنــــت خـيــــرُ البـاقـــــي والأوائــــل
أيّها العاشقون للنّور المحمّدي !
إنَّ مِن ألطفِ المِنَنِ التي تكرّم الله بها، جلّ جلاله، عَلى نبيّهِ وحبيبه ومصطفاه، صلّى الله عليه وسلّم، أنَّه هو الذي تولّى بذاته العليّة تعليمه وتَأديبَه وتَرقِيَتَه في مَدارج المعرفة ومسالك اليقين. ولقد تَواترت في هذا المعنى الآيات البيّنات تنويهًا بهذه المزيّة العالية التي اختصّه بها دونَ سائر لعالَمين،فقالَ، عَزّ مِنْ قائلٍ: ‘وأنْزَلَ عليكَ الكتابَ والحكمةَ وعلّمك مَا لَم تَكن تَعلمْ، وكانَ فَضلُ الله عليك عظيمًا ‘ [[النساء 112]]. ويَقول أيضًا : ‘ سَنُقْرئكَ فلا تَنسى ‘ [[الأعلى 6]] ، ويقول سبحانه وتعالى:’ الرّحمانُ عَلّمَ القرآنَ ‘ [[الرّحمان 1]] ، ، أي علّم نبيّهُ القرآنَ فَحذفَ المفعول الأولَ لظهوره. ولم يَقتَصر فيض الرحمات الربانيّة على الوَحي المكتوب المنزّل عليه بل شَملَ كلَّ حَركاتِه وسكَناتِهِ، في خَلَواتِه وَجَلَواتِه، صلّى الله عليه وسلّم، فكلُّ ما أنْجَزَه مِن قولٍ أو عَمَلٍ أو حالٍ، إنمّا هو من تعليم الله إياّه، فَلذلكَ كان في الذُّرْوَة العليا من البهاء والعِصمة والكمال، وكلّ ذلك متأتٍ من تأديبِ الله له الذي أشارَ إليه سَيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام قائلا : ‘ أدّبَني رَبّي فأحْسَنَ تأديبي‘ [[ ذكره ابن السمعاني في أدب الإملاء عن بن مسعود رضي الله عنه ]] وكفى به شهادَةً على سُموّ أخلاقه، وعلى رَبّانية أصلها ونَورانية مَعدَنِها. وبذلكَ علّل المحقّقون من علماء الأمّة يُتْمَهُ الشّريف، إذ قد نشأ يتيمًا حتّى لا ينال فخارَ تَربيته أحدٌ من العالمين. وبذلكَ أيضا فسّرَ جلّةُ العلماء أميّتَه صلّى الله عليه وسلّم حتّى لا يَتَولّى شَرَفَ تَعليمه أحدٌ إلاّ الله، وبذلك وُجِّهَ عَدَمُ قوله الشعرَ حتّى لا يَجـــريَ على لسانه إلاّ لطائفُ الحكمة قرآنًا يتلَى ومواعظ تَتْرَى. ومن ذلك التعليم الربّاني الفاخِر تَفَجَّرت كلُّ المَعارف الإسلاميّة إذْ كانت كلّها منسابةً مِن بِحارِ عِلمِه الزَّاخرة ومشكاة أنواره الباهرة. هَذا وأشرف معلومٍ أبلغه اللهُ لنبيّه، صلّى الله عليه وسلّم، هو وَحدانيةُ الله وبها ضَمَّخَ قلبَه الشّريف، منذ أن أسْجَدَهُ على بساط الخطاب، وبها فاحَت أرجاء فؤاده اللطيف لمّا ثَبَّتَه بها عظيمُ الجَناب، ويكفيه صلّى الله عليه وسلّم فخرًا أنّ فؤادَه الشّريفَ كان المحلّ الأعلى الذي تيسّر كـــلام الله القــــديـــم بواســـــــطة لسانه
لقوله تعالى: ‘فإنّما يَسّرناه بلسانك لتبشّرَ به المتّقينَ وتُنْذِرَ به قومًا لُدًّا‘ [[مريم 97]] ، صدق الله العظيم، حتّى صــارَ غَــيــبُ الصِّفاتِ شَهــــادَةً. فَحـــقيــقَة قوله تعالى
:’وما أرسلناكَ إلاّ رَحمَةً للعالمين‘ [[ الأنبياء 106]] أنَّه، صلّى الله عليه وسلّم، الواسِطَةَ التي ظهرَ بها مَا سَبَقَ في علم الله وانكشفَ مُرادُه إلى النّاس كَافَّة، فَهو أوّل مَن تلقّى المعارف الإلهيّة وبلسانه بُلّغَتْ، وبأحواله ضُمّخت ومن قَلبِه تَدانَت ورَشَحَتْ.
فصلّوا على سيّدنا محمّد وزيدوا في محبّته
اللهم صلِّ وسلِّم وبَارِكْ على سيدنا ومولانا مُحَمَّدٍ وعلى آل سيدنا محمد، مَهْبِطِ الرَّحمات وأصلها، ومَصْدَرِ الخَيرات وفَضلها، وسِراج العقول ونورها، وراحة القلوب وصفائِها.
فَجُــنـدك الرّســـل الأولــى قَـــد سَـــبـَقـو * وأنــت قـــطـبُ الكَـــون خَـــيـــرُ مُـرْسَلِ
فإنْ مَــــدحـتُ أو أطـــلــــتُ ذِكــــرَكُـــــــمْ * فَلم يَـــكـــن لــــي قـطــــــــرة مِن وابـل
كَـضــوء شَـمـعٍ يُـــبْـدي من نـور الضحى * ما قـد بَـــــدا لأكْــمَـــــهَ أو عـــاطِـــــــل
أيّها الأحبّة الأعزَّاء !
إنَّ مِن الخَصائص الشّريفة لسيّدنا محمّدٍ، صَلّى الله عليه وسلّم، أنّ اللهَ تعالى أخْبَرَه بحوادِثَ تَقع بعد أجله الشّريف، ومِن ذلكَ أنَّه أعْلَنَ عَن قدوم أحدِ التابعيــن دونَ أنْ يَلقاه مِن قَبْلُ، وهو سيّدنا أويس بن عامر بن مالك القَرَني الذي جاء فيه قوله عليه الصلاة والسلام الذي يَرويه الإمام مسلم في صحيحه: ‘إنَّ مِن خَير التّابعين أويسًا القرنيَّ‘ [[مسلم ج7 ص 188-189 كما ذُكِرَ في كتاب حلية الأولياء ج 2 ص 79-87]] ولقد اكتسب سيدنا أويسُ هذه الخيريَّةَ بمجموعة من الخصال تعود كلّها إلى بَركة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقد جاءَ عن أسير بن جابر: كانَ سيّدنا عمرُ بن الخطاب، رضي الله عنه، بَعد تَوَلِّيه الخلافةَ إذا أتى عليه أمدادُ (أي وُفُود) أهل اليَمن سألهم: أفيكم أويس بنُ عامرٍ؟ حتّى أتى على أويسٍ فقال : أنت أويس بن عامر؟ قال: نَعم. قال: ألَكَ والدةٌ ؟ قال: نَعم. قال: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: (يأتي عليكم أويسُ بن عامرٍ مَع أمداد أهل اليمن، لَه والدَةٌ هوَ بها بَرٌّ، لَو أقسَمَ على الله لأبَرّه، فإنْ استطعتَ أن يَستغفرَ لكَ فَافعلْ ) ، فَاستَغْفِرْ لي. فاستَغفَرَ له فقال له : أينَ تُريدُ؟ قال: الكوفَةَ. قال: ألا أكتبُ لك إلى عاملها؟ قال: أكونُ في غَبْراء النّاس (أي عامَّتِهم) أحبُّ إليَّ. وذلكَ لزهده وتواضعه. وجاء عن أصْبَغَ بنِ زَيْدٍ قال: كانَ أويس القرنيُّ إذا أمسى يقول: هذه لَيلة الركوع فَيركع حتّى يصبحَ، وكان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود فيسجد حتّى يصبح أيْ يطيل الركوع والسُّجودَ. وكان أويس القرنيُّ إذا أمْسى تَصَدَّقَ بما في بَيْتِه من الفَضل من الطعام والثِّياب ثمّ يقول: اللهمَّ مَن ماتَ جوعًا فلا تؤاخذني به،
ومَن ماتَ عَرْيَانَ فَلا تؤاخذني به ، وذلك لتفكيره في كلّ واحدٍ من أفراد أمّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم. هَكذا كان كلّ صحابيّ أو تابعيّ نالته بَركة هَدْيِ النبيّ عليه أفضل الصّلاة وأزكى السّلام: أخلاقٌ رَضيّةٌ عالِيَة، يُراقبون الله في كلّ نَفَسٍ لَهم، ومِن صِدقهم تتفجّرُ آيات المعرفة والبَيان، وبأحوالهم يَتَزَكّى الجَنانُ حتّى صارَ الفَاروق عمر بن الخطاب يَستشفع بسرّ أخيه القَرَنيِّ لنيل الغفران، وذلك للترغيب الوارد فيه من الرسول الأكرم صلّى الله عليه وسلّم فأنْعِمْ بهذه العبر عبرًا لمن أراد السيرَ على آثارهم المباركة والنيل من جَنَاهُم الدَّاني .
اللهم صلّ وسلِّم وبارِكْ على سيِّدنَا ومولانا مُحمدٍ وعلى آل سيدنا محمدٍ، سَماحَة الإيناس في المعارج القدسيّة، ورَحيق الهناء لارتواء النفوس البشريّة، ويُنبوعِ الفَيض الواصل للمَدارك الإنسانيّة.
ها قَــد بَسَـطــتُ الكفَّ ذلاّ فاستـجـب * عَـزمًــا لمـــن دعــــاكَ بـــالتـَـــذلّــــل
وعـــــبـدك المدانــي يَـــرجــو غَـرْفَــــةً * تُحـيي الــفـؤاد مـن ضياك المُنجلي
فامْـنُـــنْ عَـــليــــنَا يــاغــفـور بالتّـقى * فـيـما بَقــــى مــن الـزّمان القـــابـل
ومسكُ الختام أنقلُ لحَضَراتِكم ما وَرَدَ في الخبر الصحيح من أنَّ اللهَ تعالى يَقول لملائكته حين يدخلُ أهل الجنّة الجنّةَ: (أطعموا أوليائي. فَيُؤتَى بألوان الأطعمة، فَيَجدونَ لكلّ نعمةٍ لَذّةً غيرَ ما يجدون للأخرى، فَإذا فَرَغُوا منَ الطعام، يَقول الله تعالى: اسْقُوا عبادي، فَيُؤْتَى بِأشرِبَةٍ، فَيجدون لكلِّ شَرْبَةٍ لذّةً بخلاف الأخرى، فإذا فَرَغوا، يقول الله تعالى: أنا رَبّكمْ، قَد صَدَقْتُكُم وَعدي فَاسْألوني أُعْطِكم. قالوا: رَبَّنَا نَسألكَ رِضوانَكَ مَرّتين أو ثلاثًا، فَيقول: رَضيتُ عَنكم وَلَدَيَّ المَزيد، فاليَومَ أُكْرمُكُمْ بكرامَةٍ أعْظم من ذلك كلّه، فَيَكشف الحجابَ، فَينظرون إليه مَا شاء الله، فَيَخرّونَ إلَيه سُجّدًا، فَيَكونون في السّجود ما شاء الله تعالى، ثمّ يَقول لهم: ارفَعوا رُؤوسَكم لَيس هذا موضعَ عبادةٍ، فَينسونَ كلَّ نعمة كانوا فيها، ويَكون النظرُ إليه أحبَّ إليهم من جميع النعم، فَيَهبّ ريحٌ من تحت العرش على تَلٍّ من مسكٍ أَذْفَرَ، فَيُنْشَرُ المسكُ على رؤوسهم ونواصي خُيولهم، فإذا رَجَعوا إلى أهليهم يَرونَ أزواجهم في الحُسن والبهاء أفضلَ ممّا تَركوهنَّ ويقول لهم أزواجهم: قَد رَجَعتم
أحسنَ ممّا كُنتُم’) [[ورد هذا الخبر في تفسير روح البيان للشيخ إسماعيل حقي ج 5 ص 210]] .
فصلّوا على من أتانا بالفرض والسّنن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.