وحُقَّ لِرَسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّمَ، أن يَجمعَ في حُسنِهِ كلَّ الكمالات، ويَصلَ فيها إلى مُنتهى الغايات، فَيرتَقيَ من المَعالي أرفعَ الدَّرَجات، وأرقى الجَمالات. تلكَ بعض معاني هذه القصيدة الرائعة التي يُنشدِها السادَة المَدنيَّة، والقلوب مُتَّجهة إلى رَسول الله حتَّى يَمُدَّهم بأعذَبِ الوارِدات…مَددًا من العَلِيِّ الأعلى سُبحانَهُ يُفيضُه بِبَرَكَة نَبيِّهِ صلَّى الله عليه وسلم…
جَمعتَ في حُـسنكَ الـمَـطَالــب * فَمَـا لَـنَــــــــــــا للـسِّـوَى نَـظَـــر
وَكُلُّ شَـــــــــيءٍ أَرَاهُ غَائِــــــــــــب * لَـمَّـا بـَــــــدَا وَجْـهُـكَ الأَغـــــرّ
يَـــــــا سَيّـــدًا كُلَّمَـــــا تَجلَّـــــــــى * إلى مُـحِـــــــــبٍّ لَــــهُ خَــضَــع
أَنْتَ بعَيـنِ الكَمَـال أعْلــــــــــــــى * مِـنْ كُـلِّ مَـنْ فـي العُلا اِرتَفَـع
وَكُـــلُّ حُســـنٍ بِكـــمْ تَجلَّــــــــى * طُــــــــوبى لِمَنْ بِكَ قَد اجتَمع
مَشَــارقُ الكَـــــــــون والـمَغَــــارب * كُـــــــــــــلٌّ إلَـى نُــــورك افـتَـقَــر
وَأَنـتَ فَـــــوقَ الـجَميع غَالـِـــــب * لأنَّــــــــــــــكَ الـعـَيــــنُ وَالأَثَــــر
يَا نُـورَ عَيـــــــــــنِ العُيون طُــــــــرًّا * يَا غَــــــــــايَـةَ الـقَـصْـدِ وَالـمُـرَاد
سَقَيتَـنِــــــــي من هَواكَ خَمْـــــــرًا * أَحَـالَـتْ الـقَــــــــــــــوم للـسُّـهَــد
وَلمَ أَجدْ عَــــــنْ هَـــوَاكَ صَبــــرًا * يَــــــــــــــا سَاقي الجـسْم وَالفُؤَاد
هَجَـــرتُ منْ أَجلكَ الحَبَائــــب * إذْ لَـيــــــــــــــسَ لِـي دُونــَك وَطَر
وَصَــارَ عنــــدِي مِنَ العَجَائِــــب * وجـــــــــــــودُ مَـنْ عـنـكُــمُ صَـبَـر
الزاوية المدنية 9 أكتوبر 2017