1. وفي مَدينة توزر الغَرَّاء، كان للطريقة المدنيَّة امتدادُ الرُّسوخ، وعلوُّ المكانة فيها والشُّموخ، حين تَنَوَّرت بزيارة سيدي محمد المدني، رضي الله عنه، سنة 1951 تقريبًا، وفيها أحْيَى الفقراء لَيلةً مِسكيَّةً عَظيمة، حَضرها جمعٌ من العُلماء والمُحبين من منطقة الجَريد، ونخبة من فقراء مَدينة صفاقس وغَيرها.
2. ومنذ ذلك الوَقت، كان في مَدينة تؤزر الخَير، كَوكبَةٌ من كِبار العَارفينَ وسَادة الواصلين وعلى رأسهم:
أ- سَيدي العارف بالله، الشيخ إسماعيل الهادفي، رَحمه الله، عَالِم الظَّاهر والباطن، صَاحِب المَواهِب الربَّانية، والقَصائد الذوقية في وصف الوَحدانية، (ومنها :أبغي ثَبَاتي، بِهِمَّتك العلياء، ومرآة الذاكرين…)، وفيها يَتَغنى بمعاني الشهود. وقد رَبَّى المئات من الأتباع على الخَير والمعرفة بالله.
ب- سَيدي الحاج عبد الرحمن النيفر، رَحمَه الله، من عُمد الزاوية المَدنيَّة وأركانِها العظام، وجِلة العُلماء الأعلام، في مجاليْ: الحَقيقة والطَّريقة.
ت- سيدي أحمد الدويري، رَحمه الله، الصديق الصادق، والشاعر اللطيف العاشق، وفي إلى آخر حَياته الطيبة بابتسامته ومودته.
ث- سيدي أحمد الهادفي، رَحمه الله، شَقيق سيدي الشيخ إسماعيل، وقد أخذ العَهد في تلك الزيارة، على سيدي الحاج حسن الهنتاتي، بعدَ أن ناقش الشَّيخَ المدني، في كل شعائر الطريق، ثم اقتنع آخر الأمر.
ج- سيدي أحمد بن كريدان، الذي تلا ثلاثة آلاف خَتمة قرآن كاملة، على روح سيدي محمد المدني، لأنَّه كانَ فقيرَ الحال حسًّا، فأهداه ثوابَ كلام الله، تعبيرا عن صادق مَحَبَّته.
ح- -سيدي الهادي خليل، رحمه الله.
خ- سيدي المؤدب بَدر الدين، رحمه الله.
وفي منطقة الجريد أيضًا:
1. نَفْطة: وفيها المقدم سيدي ابراهيم المُرابط، الذي كان رجلاً ألمعيًا، وصاحبَ نُكتَةٍ، زاره الشيخ المدني في نَفطَة.
2. حَامَّة الجريد: وفيها سيدي أحمد الكبير وكان من خيرة الفقهاء.
3. دقاش : وفيها سيدي الحاج ابراهيم الدقاشي وكان أنيقاً مثقفًا، رحمه الله، وسيدي علي وأخوه سيدي المختار الجوادي رحمهما الله.
وظلت تؤزر الخَير منارَةَ إشعاع ونورانية إلى يومنا هذا.
رحم الله كلَّ ساداتنا فيها ومَتَّعهم بالنظر إلى وَجهه الكريم.
ن. المدني، 05 أكتوبر 2016.