بِسم الله الرَّحمَن الرَّحيم
الله أكبر كبيرًا، تَعالى اللهُ رَبًّا قديرًا، وتبارك مَولًى نَصيرًا، واحدًا مُتَفرِّدًا بالوجود السرمدي، صَمَدًا موصوفًا بالبقاء الأبدي.
فَقدت الزاوية المدنية رَجلاً من سادات الرجال، العارفَ بالله سيدي الحاج أحمد الدويري التوزري، رَحمه الله تعالى.
وهو من آخر أغصان الدوحة الفائحة والبقية الصالحة، مِمَّن صاحَبَ سيدي الشيخ محمد المدني وتَلقَّى عَلى يَديْه وردا عامًا وذكرًا مخصوصا، ولقد كانَ في الصدق آيةً من الآيات، وفي إخلاص المَحبة تَجلٍ من التجليات، سَلَكَ سائرَ عُمْرِه بِجميل الثبات، فَمنذ أن عاهَد الله على الطاعة بَين يَدَيْ شَيخه سيدي محمد المدني، سنة 1950 بحامة الجريد التي سار إلَيها على الأقدام من شدة الأشواق، وهو محافظٌ على الميثاق. 65 سنةً كاملة جدًّ فيها السَيْرَ إلى العُلى، مُنفقًا من قَليلٍ مُباركٍ، أسبغه الله عليه. يُواصَلُ زاويته عُقودًا دونَ فتور، لا يَتخلف عن أي مَوعدٍ حتَّى بعد أن أنهكه المرض وكِبرُ السن، محافظًا على العهود السَّنيَّة، مُواصِلاً للأخوَّة الربانية.
وكانَ إلى ذلكَ صاحبَ أدبٍ ولغةٍ وظَرْفٍ، مثالٌ حَيٌّ من الأخلاق الطاهرة التي تلقاها عن شَيخِهِ، مَحبوباً في أهله وذويه وأهل تؤزرَ الغرَّاء، يَرفُل فيها باسمًا.
وحري بكل مؤمن أن يقتدي به: لا كثرَةَ صَلاة وصيامٍ، وإنَّما صدقُ مَحَبَّة ووئام، مُنغرساتٌ في واحات الغرام.
رَحمه الله رَحمَةً واسعة وجَمَعَه بِشَيْخه تحت لِواء رسول الله، صلى الله وسلم عليه.
الزاوية المدنيَّة.
السبت 21 مارس 2015.