ذَاكَرَ سيّدي الشيخ محمد المُنَوَّر المدنيّ، يوم الأحد بتاريخ 21 نوفمبر 2010 مذاكرَةً ينقلها عن والده، سيّدي الشيخ محمد المدنيّ، رَحمه الله تعالى، فَقَالَ:
في سنة 1954، إثْرَ صَلاة الظهر، في أَحَد أيام الصيف، والشيخ الوالد سيدي محمد المدنيّ مُحَاطٌ بجمْعٍ من الفقراء يَستظلّونَ بظلِّ شَجَرَةٍ، تَكَلَّم أحدُهم قَائلا:
– يَا سيدي، إنْ شَاءَ الله تكون أنتَ شَجَرَةً يوم القيامة ونحن نستظلُّ تَحتها !
فأطرق الشيخ محمد المدني هُنَيهَةً كأنَّما يعبّر عن عَدم موافقته لهذا المضمون ثمَّ قَالَ:
– نَحن هنا في منطقة السواسي، ويومَ القيامة يجب أن يكونَ كلُّ واحدٍ منَّا شَجَرَةً يُستَظَلُّ بِظلها، فَليَثق كلُّ واحدٍ منَّا في نفسه، وفي كلٍّ فرد من إخوانه، ولنُحْسِنِ الظنَّ في بَعضنَا البعضَ، وليَعمَلْ كلُّ واحدٍ منَّا عَلَى الارتقاء بنفسه ليكونَ كلُّ فَقيرٍ نقطَةَ إشعاع بما اكتَسَبَهُ من معارفِ الحقيقة ومن أخلاقٍ زكيّة حتَّى يَستَظلَّ بهِ الغيرُ، فالشَّجَرَة الجَردَاءُ لاَ تثمرُ ولا يُستَظَلُّ بها.
رحمه الله، ورَحمَ كلّ ساداتنا أهل الله وسائر المؤمنينَ.