1. “ها هنا يَا أربابَ الحُضور،
– يا مَن كُشِفَتْ عَن بصائرهم كَثَائفُ السُّتور،
– يا مَن استَوَى عندهُم الليلُ والنهارُ،
– ويرونَ الجَمالَ عينَ الجَلال،
تَدبَّروا فيمَن أسريَ به إلى “سِدرَة المُنتهى” حتَّى كانَ من الله كَقابِ قَوسَيْن أو أدنى، أسرِيَ به إلى مستوًى، يَسمع فيه صريرَ الأقلام، بما هو كائنٌ وكَان: “فَانطَوى ليلُ البَشريَّة في نَهار تلكَ الذات العلية، فَأوحَى إلى عبده ما أوْحَى”،
2. ولَولا شَرفُ الذَّات المحمدية، التي يَقصُر عَن مَقامِها كلُّ مَقامٍ، لقلتُ أكثر من أن أقول، كَما قالَ ابنُ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، جَدُّنا الحَسن رضي الله عنه،: “إنَّ مُرادَه، عليه الصلاة والسلام، من قوله:”لا تُفَضِّلوني على يونس بن مَتَّى”، نَفيُ الجِهَة والمَكان عَمَّن أحاط علمُه بكل كائنةٍ من ظَرفٍ أو زَمَان، الذي تَفَرَّد بإيجادها لوحًا ومدادًا، إذْ ما فَوقَ العَرش وتَحتَ العرش، إلا بحرٌ تَجِلُ عند خَوضِهِ قلوبُ المؤمنين، فُحول الرجال، بَحرُ اللهِ المُنفرد بالعزة والجَبَروت، الكَبير المُتَعال.
3. قال مَولانا الإمامُ، رضي الله عنه:
حَقرتُ كلَّ كائنٍ في ناظري نَبَذتُه مني ولم أستَنكف
في بْحار الحق أضحت هِمَّتي تَسري إلى أعلى وأغلى شَرَف
بَحرٌ عميقٌ ماجدٌ قد خُضتُه لـــــــــــــــــــــــما فَنيَ تَكثفي .
4. وقال، رَضي الله عنه: وَهَذا كلُّهُ عُروجٌ روحانيٌ، وإسراءٌ قلبيٌّ وجدانيٌّ، يُشَخِّص المريدُ هذا الوجودَ كلَّه كَقُبةٍ أو كذرة، يَتركها، ثم يجولُ بِروحهِ في الوجود المطلق أو نَقولُ في بِحَار الأحدية. وأين العرش من الفَرش؟ في هذه الذريرة المُلقاة في أعماق هذا المحيط”.
مذاكرة شفوية مَخطوطَة.
تحقيق وترجمة، ن. المدني.
29 اوت 2018