والصلاة والسلام على أفضل من حَجَّ البيتَ الحرامَ، وطاف في رحباته وصَلَّى في جنباته وصام، ولبى لله ونهض وقام. هذه بعض الذكريات اللطيفة تُكتَب بعد ستين عاماً من حجة سيدي الشيخ محمد المدني، رضي الله عنه، إلى بيت الله الحَرام يرويها على مسامعنا الشيخ محمد المنور المدني:
الزمان :
امتدت الحجة من صائفة سنة 1955 من شهر جويلية -أوت إلى حوالي شهر سبتمبر، فقد وافق العاشر من ذي الحجة لتك السنة الجمعة 29 جويلية واستمرت بين السفر والمناسك والزيارة والإقامة أكثر من شَهرَيْن.
المشاركون :
أ – في السيارة :
1. سيدي الشيخ محمد المدني، رضي الله عنه.
2. زوجته الحاجة هنونة بنت العتيل، رحمها الله.
3. ابنه الشيخ محمد المنور المدني، حفظه الله وأطال في أنفاسه.
4. سيدي الحاج المولدي زيادية، من منزل تميم سائقه، رحمه الله.
ب – الحافلة :
1.-سيدي الشيخ إسماعيل الهادفي، رحمه الله.
2.-سيدي الحاج عبد الرحيم النيفر، رحمه الله.
3.-سيدي الحاج الحبيب بن عثمان، رحمه الله.
4.-سيدي الحاج محمد الطبوبي، رحمه الله.
5.-سيدي الحاج البشير ميرة، رحمه الله.
6.-سيدي الحاج الحسن الزينة، رحمه الله.
7.-سيدي الحاج الحسن بن حسين، رحمه الله.
8.-سيدي الحاج فَرَج بن عمر، رحمه الله.
9.-سيدي بلقاسم الثري، رحمه الله.
10.-سيدي عثمان قيزة القابسي، رحمه الله.
11.-سيدي التمغزي، رحمه الله.
الفقيرات :
– الفقيرة مسعودة بنت الحاج سالم أخت سيدي الحاج علي الوصيف. (وغيرها)
المراحل :
1- الانطلاق من مدينة قصيبة المديوني في اتجاه مدينة صفاقس.
2- من مدينة صفاقس إلى قابس .
3-من قابس إلى مدنين ومنها إلى رأس جدير.
4-من رأس جَدير إلى طرابلس، وفيها قضى الشيخ المدني والجماعة ليلةً عند السيد حسونة فكري جَبَارة (وله قرابة بسيدي الحاج عبد الكريم الشريف، مقدم مدينة زَرمدين، وكانوا يتزاورون) وله ابن أخت اسمه السيد مَهدي، سبق وأن زار الزاوية المدنية، فأقاموا في بيته تلك الليلة.
5- من طرابلس إلى بنغازي، وقضاء ليلتين فيها.
6-السلوم على الحدود ما بين ليبيا ومصر.
7- مَرسى مطروح بالإسكندرية، وفي هذه المدينة تَمت زيارة سيدي أبي العباس المرسي.
8-ومن ثمة الانطلاق نحو القاهرة لقضاء ثلاثة أيام وكانت الإقامة في فندق “البرلمان”، وتم خلال هذا الوقت اللقاء بسيدي الشيخ صالح الجعفري، رحمه الله (وقصة إنشاد أهل الله راهم حازوا في الأزهر الشريف).
9- من القاهرة، استقلوا حافلات نحو قنال السويس، حيث يوجد مأوى كبيرٌ لِرَكن الحافلات .
10- من القنال، اكتراء مركب من السويس إلى جَدَّة، عبرَ البَحر الأحمر.
11- الذهاب من جدَة إلى مَكَّة المكرمة عَبر الحافلات.
12-في مكة المكرمة : بعد الوصول إلى مكة المكرمة، تمَّ اللقاء مع المطوف السيد محمد الصبحي، وهو رجل ثري يكتري المحلات لإسكان الحجيج ومعه السيد عبد الملك النهاري مُساعده، وهما سعوديان. وكان الشيخ محمد المدني، رحمه الله، خلال الزيارات في مكة وضواحيها، يركب في سيارة المطوف خصيصاً إكراما له، وزاروا، في سيارته الخاصة، عَرَفَات ومزدلفة وبقية المزارات.
13-في المدينة المنورة: ذهبوا إليها في حافلات، والمزور السيد مُحمد حلابة، وقاموا بكل المزارات ومنها البَقيع، وظلوا فيها مدة أسبوع. وقد حصل لسيدي الشيخ المدني حالٌ كبير وأنوار عجيبة أثناء زيارة الروضة المحمدية، وعاد منها منشرحَ الصدر مُنَوَّر المحيا.
14-وبعد ذلك، العودة من المدينة إلى جدة، وثمة أخذوا المَركب حتى قناة السويس نفس الخط عبد الإسكندرية، والإقامة ليلتين عند الشيخ الحَبشي.
15-وقع حادث تعطب السيارة عند دخول ليبيا : أسبوع كامل في طرابلس.
16-وتمت العودة إلى الزاوية المدنية وحظي الشيخ فيها باستقبال رائعٍ، حضره العشرات من متساكني بلدة قصيبة المديوني وألقيت بهذه المناسبة خطبتان:
أ- سيدي حسن الهنتاتي، من كبار الفقراء بمدينة صفاقس، رحمه الله.
ب-السيد حسن بن فرج بن سالم أصيل مدينة قصيبة المديوني، رحمه الله
وظلت ذكرى هذه الحَجَّة المباركة من أجمل الذكريات التي عاشها الشيخ المدني مع مريديه ومُحبِّيه، ومن أحلى لَحظات العمر وأرقاها حين طافوا بالبيت العتيق، رمز التوحيد والتفريد، وحين زاروا إمامهم صلى الله عليه وسلم وسلموا عليه في أدبٍ واشتياقٍ. تقبل الله منهم هذه الزورة ومتعهم بجمال الحضرة.
ن. المدني،
الزاوية المدنية 10 أوت 2019