ومِن مُذاكراتِه الشفويَّة، رضي الله عنه، ما استفاض مِن قَوله:
لاَ أفْسِدُ أخْلاقِي لإصْلاح أخْلاق الغَيْر“.
وهي كلمةٌ جامعةٌ مانعةٌ، تعني: وُجوبَ الرِّفق في النصيحة لعامة المسلمين، وتجنُّب الشدة عليهم، ودعوتهم إلى إصْلاح أخلاقهم بالحُسنى والهدوء، وتحاشي الانتهاز والانتقاء إلى درجة تَفْسُد فيها أخلاق الشَّخص الناصح وتسوء عبارته وحاله.
وكان سيدي محمد المدني، رحمه الله، مَشهورًا بدماثة أخلاقه، ولين مُذاكراتِه، وعندما يرى منكرًا أو نقصًا ذاكر فيه بطريقٍ لينة، لا يجرح مشاعر المريد ولا يعطى الانطباع بتكبر الناصح. وهذا السلوك مأخوذٌ من سنة النبي، صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان يُعْلِمُ بالخطأ ويذمُّه، وينصح المخطيء ولا يُشهِّر به أمام النَّاس، قائلا: “ما بال أقوام؟”، وهو من باب التوجيه بأسلوب التعميم دفعاً للحرج عن المخطيء، وستراً له، ورفقاً به، فيتعلم المخطيء وغيره. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل: ما بالُ فلانٍ يقول؟ ولكن يقول: ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا) رواه أبو داود).
ن. المدني
10 جويلية 2019.