كوكب السعود ومحور الشهود سيدي محمد المدني وأهل دائرتكم الذاكرون أحياكم الله وأحيا بكم وسلامه عليكم ما تواصل المحبون .
سيدي،
وَصلتني من طرفكم عدة مكاتيب فأنبأتني عما أنتم عليه. ومن طبعي التشوف لذلك فالله يجازيكم خيرًا. وإني على بيّنة من أمركم متشكرا لصنيعكم سائلا من الله الحفظ لكم ولمن يتشبث بأذيالكم.
ثم أوصيك بارك الله فيك بما أوصيت به عندما كنت مُشَتَّتَ الفكر في أول أمري وذلك أن لا تهتم كثيرا من شأن الرزق ولتعلم أنَّ الاهتمامَ به وصمة في الفؤاد يتعذر تسديدها في الغالب وأنها منغصة للعيشتين الدينية والبدنية ولا تنشأ إلا من خبث الطوية فاحذرها بارك الله فيك. قال تعالى لنبئه عليه السلام « وامُرْ أهلَكَ بالصلاة واصطبر عليها لا نسألكَ رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى». -طه 132 -. ولك في أسلافك أسوةٌ حسنةٌ ولا خيرَ في مَن لا يقتفي أثرهم. ثم أوصيك أيضا أن لا تلتفت للاعتراضات الواهية بأنْ تعمِّرَ وقتَكَ بما قالوا بل انظر ما تقول أنت وما يترتب على ذلك: « ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد».- ق 18 – وعليه فأنت مسؤول عن قولك لا عن أقوالهم. « قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون» . – الأنعام 91 – إلا إذا علمت في الجواب نفعا.
وسلم منا على أهلك وأهل محبتك فردا فردًا وأوصهم بارك الله لنا فيهم بحفظ العهد ودوام الود واجتناب الرذائل واكتساب الفضائل والصلاة في أوقاتها قال تعالى :« إنَّ الصلاةَ كانت على المؤمنين كتابا موقوتا» – النساء 103 – وإن وجدتَ منهم من فيه أهلية للمزيد فتكلّمْ مَعَه بما فتحَ الله عليك من أسرار التوحيد بعد تدريب القلوب على الاسم الأعظم لأنَّ المعنى لا يرسخ إلا في قلب كانت الاسم مسماه.
وعليكَ مِن إخوانك جزيل السلام و به محبكم أحمد العلاوي.