بســـــم الله الرحمـــــان الرحيــــــم
والصلاة والسلام على قائد الغرّ المحجلين
التــوسل ودعــائمه
أرسل الله جل جلاله الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم إلى الناس في وقت كثر فيه الضلال والفساد لينقذهم من مخالب الشيطان , ويدعوهم إلى طاعة الرحمان , وينفرهم من الشرك وعبادة الأوثان , ويهديهم إلى سبيل الرضوان , فآمن به البعض وكفر به البعض الآخر وآذوه غاية الإيذاء وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون , وتمادى هذا الإيذاء بعد انتقال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وتمثل في محاولة تلفيق وتزوير ما يخلّ بمقام الرسول العظيم بتعلات لا أساس لها من الصحة بل لا وجود لها إطلاقا من بينها عدم اعترافهم بالتوسل بالرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام والإستغاثة به ولا يريدون من وراء ذلك إلا التنقيص من مقامه الشريف , وكما هو معلوم أن الذي ينظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعين النقص والإزدراء يقتل كفرا ولا تقبل توبته إذا تاب , وينكر هؤلاء القوم التوسل بالرسول بدعوى خشية الكفر والشرك على المسلمين لأنهم رأوا بعض العامة من المؤمنين يأتون بألفاظ توهم أنهم يعتقدون النفع والضرّ لغير الله فيبادرون بتكفيرهم والتشكيك في إيمانهم وهذا غير معقول بل يجب على المؤمن أن يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يأمر هؤلاء العامة بسلوك الأدب في التوسل مع أن تلك الألفاظ الموهمة يمكن حملها على المجاز من غير احتياج إلى التكفير للمسلمين , وذلك المجاز مجاز عقلي شائع معروف عند أهل العلم ومستعمل عند ألسنة جميع المسلمين , وعليه يحمل قول القائل هذا الطعام أشبعني وهذا الماء أرواني وهذا الدواء شفاني وهذا الطبيب نفعني فكل ذلك عند أهل السنة محمول على المجاز العقلي , فإن الطعام لا يشبع حقيقة , والمشبع حقيقة هو الله تعالى والطعام سبب عادي فإسناد الشبع له مجاز عقلي , والطعام سبب لا تأثير له , وأن الماء لايروي حقيقة فإن الذي يطفئ العطش هو الله جل جلاله , وأن الطبيب لا ينفع ولا يبرئ والله سبحانه وتعالى هو الذي يشفي حقيقة , والطبيب سبب عادي لا تأثير له وهكذا بقية الأمثلة فالمسلم الموحد متى صدر منه إسناد لغير من هو له يجب حمله على المجاز العقلي وفي ذلك يقول الله تعالى “ اَلذِي خلقَنِي فَهُوَ يهدِينِ وَالذي هُوَ يطْعِمُنِي ويَسْقينِ وإذَا مَرضْتُ فهُوَ يشْفينِ والذي يُميتُني ثُم يحْيِينِ والذي أطْمَعُ أنْ يغْفِرَ لي خَطيئتي يوْمَ الدّينِ ” ((78—82 الشعراء())
قال العلامة ابن حجر في الجوهر المنظم ولا فرق في التوسل بين أن يكون بلفظ التوسل أو التشفع أو الاستغاثة أو التوجه لأن التوجه من الجاه وهو علو المنزلة وقد يتوسل بذي الجاه إلى من هو أعلى منه جاها والاستغاثة معناها طلب الغوث والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره , فالتوجه والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبغيره ليس لهما معنى في قلوب المسلمين إلا طلب الغوث حقيقة من الله تعالى ومجازا بالتسبب العادي من غيره . يقول الله تعالى في القرآن الكريم : “ ياأيها الذين آمنوُا إتَّقوا الله وابتغوُا إلَيْهِ الوسيلَةَ وجَاهدُوا في سبيلِهِ لعَلّكُمْ تُفْلحون ” (35 المائدة) . ولا يقصد أحد من المسلمين غير هذا المعنى , فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى , وأما النبيء صلى الله عليه وسلم مستغاث به مجازا والغوث منه بالكسب والتسبب العادي باعتبار توجهه وتشفعه عند الله لعلو منزلته وقدره فهو على حد قوله تعالى “ وما رميت إذْ رميْت ولكنَ الله رمَى ” (من الآية 17الأنفال) فإن الله سبحانه وتعالى عظّم النبيء صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم بأعلى أنواع التعظيم فيجب علينا أن نعظم من عظّمه الله وأمر بتعظيمه , يقول الله تعالى “ ولَوَ اَنَّهُمْ إِذ ظَّلمُوا أنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فاسْتَغْفرُوا الله واسْتغْفَرَ لَهُمُ الرّسُولُ لوَجَدُوا الله توَّابًا رّحِيمًا ” (64 النساء) .نعم يجب علينا أن لا نصف الرسول العظيم بشيء من صفات الربوبية , ورحم الله الإمام البوصيري حيث قال في شأن الرسول :
دع ماادعته النصارى في نبيهم * واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
فليس في تعظيمه صلى الله عليه وسلم بغير صفات الربوبية شيء من الكفر والإشراك بل ذلك من أعظم القربات والطاعات وهكذا كل من عظمهم الله تعالى كالأنبياء والمرسلين والصدّقين والشهداء والصالحين . قال الله تعالى “ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ” (الحج 32) ويقول جل جلاله “ ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ” (الحج من الآية 30). قال الإمام السبكي اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والإستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه . سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين , المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسيرة السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين , والتوسل بالنبيء عليه الصلاة والسلام جائز في كل حال قبل خلقه وبعده في مدة حياته في الدنيا وبعد انتقاله في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة وفي الجنة .
أخرج الحاكم وصححه أن النبيء صلى الله عليه وسلم قال : لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أنا لك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما غفرت لي , قال الله يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا الاه الا الله محمد رسول الله فعلمت انك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك , فقال له الله صدقت يا آدم انه لأحب الخلق اليّ وان سألتني بحقه فقد غفرت لك – انتهى- والمراد بحقه صلى الله عليه وسلم رتبته ومنزلته لديه تعالى لأن الرسول عليه الصلاة والسلام له عند الله قدر عليّ ومرتبة رفيعة وجاه عظيم. وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال أوحى الله تعالى إلى عيسى صلوات الله على نبينا وعليه وسلامه يا عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولو لا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله فسكن .- انتهى- فكيف لا يتشفع ويتوسل بمن له هذا الجاه الوسيع والقدر المنيع عند سيده ومولاه المنعم عليه بما حباه به وأولاه
وننتقل بالحديث عن التوسل بالرسول الأعظم في حال حياته . روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء “وهي دار عمر بن الخطاب” ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم أغثنا الهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس لا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة “أي قطعة من السحاب” وما بيننا وبين سلع “جبل في المدينة المنورة” من بيت ولا دار , قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس “والترس صفحة من الفولاذ تحمل للوقاية من السيف” فلما توسطت السماء إنتشرت ثم أمطرت قال فلا والله ما رأينا الشمس سبتا “أي أسبوعا” ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال فرفع رسول الله عليه الصلاة والسلام يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الأكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فانقطعت فخرجنا نمشي في الشمس “الأكام جمع أكمة وهي الجبل الصغير “والظراب جمع ظرب وهو الجبل المنبسط” . فما بال هذا الرجل لم يدع الله مباشرة بل طلب من الرسول الدعاء وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهه وأقره على ذلك لأن إقراره تشريع.
أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه , حدثنا عن ساعة العسرة فقال عمر خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا عطش حتى ظننا أن رقابنا ستقطع حتى ان كان الرجل ليذهب يلتمس الرجل فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستقطع حتى ان كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع الله لنا قال أتحبون ذلك ؟ قال نعم فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء , فانسكبت فملؤوا ما معهم من آنية ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها تجاوزت العسكر . وأخرج النسائي والترمذي وصححه أن رجلا ضريرا أتى النبيء صلى الله عليه وسلم فقال أدع الله لي أن يعافيني فقال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه , وفي رواية ليس لي قائد وقد شق علي فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدع بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة , يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضي لي اللهم شفعه فيّ . وصححه أيضا البيهقي وزاد فقام وقد أبصر . وفي رواية اللهم شفعه في ّ وشفعني في نفسي – إنتهى—
وكان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم يتوسل في أدعيته إلى الله تعالى , فقد روى الطبراني في سند جيّد أنه صلى الله عليه وسلم , ذكر في دعائه بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي , وقد صح في الأدعية المأثورة عن النبيء صلى الله عليه وسلم التي كان يدعوا بها فيقول : اسألك بكل اسم لك وأسالك بأسمائك الحسنى وأسألك بأنك أنت الله وأعوذ برضاك من سخطك ومعافاتك من عقوبتك وبك منك.
لقد صح أن الناس أصابهم قحط في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتاه صلى الله عليه وسلم في النوم وأخبره أنهم يسقون فكان كذلك وفيه ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له عليك الكيس, الكيس أي الرفق لأنه رضي الله عنه كان شديدا في دين الله فأتاه فأخبره فبكى ثم قال يا رب ما آلوا إلا ماعجزت عليه, وفي رواية أن رائي المنام بلال بن حارث المزني الصحابي رضي الله عنه.
روي عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون – انتهى— . وجاء في فتح الباري في شرح البخاري والإمام العلامة ابن حجر العسقلاني أن العباس لما استسقى به عمر قال اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يُكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث , فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس.
وأخرج أيضا من طريق داوود عن عطاء عن زيد بن أسلم ابن عمر قال استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب فذكر الحديث وفيه وخطب الناس عمر فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله, وفيه فما برحوا حتى سقاهم الله. وذكر بن سعد وغيره أن عام الرّمادة كان سنة ثمان عشرة. وفعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حجة لقوله عليه الصلاة والسلام . إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
وننتقل بالحديث عن أقوال العلماء الأعلام حول إثبات جواز التوسل بالنبيء صلى الله عليه وسلم إلى ذلك أشار الإمام مالك رحمه الله للخليفة المنصور وذلك أنه لما حج المنصور وزار قبر النبيء صلى الله عليه وسلم , سأل مالكا وهو بالمسجد النبوي الشريف فقال لمالك يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو؟ فقال له الإمام مالك ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى , بل إستقبل واستشفع به فسيشفعه الله فيك . قال الله تعالى : ولَوْ أنّهُمُ إذا ظّلَمُوا أنْفُسهُمْ جآءُوكَ فاسْتَغفَرُوا الله واستَغْفرَ لهُمُ الرّسُولُ لوَجَدُوا اللهَ توّابًا رّحيمًا. ذكره القاضي عياض في الشفاء. وذكر علماء المناسك أن إستقبال قبره الشريف وقت الزيارة والدعاء أفضل من إستقبال القبلة مع الملاحظ وأن المكان الذي دفن فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أفضل البقاع حتى على الكعبة بالإجماع كما نقل ذلك الإمام ابن أبي زيد القيرواني في كتاب الرسالة وذكر الإمام الشيخ عبد الحي الشرنبلالي الحنفي وأما التوسل بالأنبياء والأولياء فجائز . وذكر الإمام الألوسي رحمه الله أنا لا أرى بأسا في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبيء صلى الله عليه وسلم عند الله حيا أو ميتا , وأن التوسل بجاه غير النبيء صلى الله عليه وسلم لا بأس به أيضا إن كان المتوسل بجاهه مما علم أن له جاها عند الله كالمقطوع بصلاحه وولايته .
ويقول الإمام بن الخطيب الوزير الأديب الأندلسي
إلاهي بالبيت المقدس والمســـــعى * وجمع إذا ما الخلق قد نزلوا جمعـــا
وبالموقف المشهود يارب في مــــنى * إذا ما أسال الناس من خوفك الدمعـا
وبالمصطفى والصحب عجل إقالـــتي * وانجح دعائي فيك ياخير من يدعــى
والحاصل أن مذهب أهل السنة والجماعة صحة التوسل وجوازه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكذا بالأولياء والصالحين , لأننا معاشر أهل السنة لا نعتقد تأثيرا ولا خلقا ولا إيجادا ولا إعداما ولا نفعا ولا ضرّا إلا لله وحده لا شريك له , قال الله تعالى وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. ولا فرق في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والمرسلين كذا بالأولياء والصالحين , لا فرق بين كونهم أحياء وأمواتا لأنهم لا يخلقون شيئا وليس لهم تأثير في شيء , وإنما يتبرك بهم لأنهم عباد الله المحبوبين لديه , وأما الخلق والإيجاد والإعدام والنفع والضر فإنه لله وحده لا شريك له , وأما الذين يفرقون بين الأحياء والأموات فإنهم بذلك الفرق يتوهم منهم أنهم يعتقدون التأثير للأحياء دون الأموات , ونحن نقول الله خالق كل شيء – والله خلقكم وما تعملون , فهؤلاء المجوزون للتوسل بالأحياء دون الأموات قال الله تعالى في القرآن الكريم : “ اَتّخذوا أحْبَارَهُمْ ورُهْبَانَهُمْ أرْبابًا مّن دُون الله والْمَسيحَ اَبنَ مرْيَمَ ومَا أُمرُوا إلاَ ليعْبُدوا إلها واحدًا لا إلَهَ إلا هوَ سُبْحَانَهُ عمَّا يُشْركُونَ “. فالتوسل والتشفع والإستغاثة كلها بمعنى واحد وليس لها في قلوب المؤمنين معنى إلا التبرك بذكر أهل الله تعالى لما ثبت أن الله يرحم العباد بسببهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا فالمؤثر والموجد حقيقة هو الله تعالى.
وعلى هذا فإن التوسل بالأنبياء والأولياء جائز , وارد عن السلف والخلف سواء كانوا أحياء أو أمواتا ولا ينكر ذلك إلا من أبتلي بالحرمان وسوء العقيدة نعوذ بالله من ذلك
المراجع
فيض الوهاب ج4 ص 122
الدرر السنية ص10
شواهد الحق ص81
فتح الباري ج2 ص339