أيها الصوفي عيسى

وامْتَدَّت الآثارُ الطَّيبة لسيدي الشيخ مُحمد المدني، رَحمَه الله، إلى خارِج القطر التونسي، إذ زارَه أحِبَّاء في الله من الجزائر وليبيا والمغرب، ومنهم العارف بالله، سيدي عِيسى بِسكر، وهو أستاذٌ جزائري، مُتضلع باللغتين الفرنسية والانجليزية، إلى جانب العربية. أوْفَدَته الجزائر آنذاكَ للمساهمة في التعاون التَربَوي بَينَ البلدَيْن، في حدود سنة 1955.

وفي تونس العاصمة، تَعَرَّف سيدي عيسى بسكر عَلى بَعض الفقراء المدنية، ونَصحوه بزيارة شيخ الطريقة، في الزاوية المدنية بقصيبة المَديوني، ولمَّا دَخلها وَجدَ فيها العارفَ بالله سيدي الحاج البَشير الشيخ محمد، مُقدم مَدينة الشراحيل رحمه الله، فَذاكَرَهُ مذاكرةً راقية، وأعجب به قائلاً : “إذا كان المريد بهذا المستوى من المعرفة، فَما بالك بشَيخه؟”.

ولمَّا قَدم سيدي الشيخ المَدَني، وذاكرَه، فَتح الله عليه مباشرةً، وتصافى الرَّجلان وتَصادَقا، ووقعت بَيْنَهما مراسلاتٌ ومنها هذه القصيدة اللطيفة التي كتبها سيدي الشيخ المدني: وبعد استقلال الجزائر عاد إلى بلده وحضرَ وفاةَ الشيخ في 14 ماي 1959 وزار الزاوية منذ 20 سنة تقريبًا.

1. أيهـــــــــــــا الصوفي عيسى * العـــــــــارفُ بِالله حَقًّا
2. إنَّ هَذا الكــــــــــــــــونَ نورٌ * قَد تَجَلَّى فينا صــــدقًا
3. نورُ خَيـــــــــــــر الخلق طرًّا * كلهـــــــــــم غربًا وشَرقًا
4. أو نقـــــــــــــــــول: نورُ الله * كلُّ الخَلـــق فيه غَرقى
5. فافــــــــــنَ فيها عَمَّن سواه * ثــــــمَّ بَعدُ فيه تَبقـــــى
6. واحِـــــــــــــــــــدٌ فَردٌ تَجَلَّى * نــــــــــــــــورُهُ فَتقًا ورَتْقًا
7. إنّــــــــما الله إلـــــــــــــــــــه * واحــــــــــــدٌ عَقلاً وذَوقًا
8. فَكُــــــــــــــــن بِه لا بسواه * فانيًـــــــــــــا حُبًّا وعِشقًا
9. وتَحقّــــــــــــــــــــــق وتَدَقَّق * وتَوَجَّــــــــــــه حَتَّى تَرقى
10. واتــــــــــــــرك الكل وراكَ * وامْحَــــــق التلوينَ مَحْقًا
11. واقصــــــــد الحقَّ تَصله * إنَّــــــــــــه المَقصود حَقًّا
12. إن تَبَــــــدَّى فيك عَذل * والعُــــــــــذال منه تشقى
13. قل له: دَعني فإني في * مَحبــــــــــــوبي فانٍ شوقًا
14. لا تلمنـــــــي يا عَذولي * إنَّ العَذل شأنُ الحَمقى
15. واترك العشاق تَهــــــوى * إنَّهـــــــــــم بالعشق عُتَقا
16. هـــــــــــــذه يا نورَ عَيني * نفحــــــــــــــة الإله تَبْقى
17. فاعتصــــــم بالله واسأل * شفــاعَة مَن فاق الخَلقا
18. محمد المختـــــــار زِدنا * مِن نــــــــــوره غَربًا وشَرقًا
19. صلى عليه الله دومًــــــا * مــا سَحَّت السماء وَدْقًا
20.والآل والأصحاب جَمعًا * وكل من قد حازَ السبقا

من مذاكرات الشيخ محمد المنور المدني، يوم 10 أفريل 2016.
ن. المدني، الزاوية المدنية.

ديوان أنيس المريد في التصوف والتوحيد

ديوان أنيس المريد في التصوف والتوحيد في ثنايا هذا الدّيوان...

هيا يا الإخوان

قَصيدة "هيّا يا الإخْوان"، من تأليف سيدي محمد المدني، رضيَ الله عنه، وهي من الشعر القليل الذي...

لَقد تَأدَّبْتُ والتَّأدُّب شِيمَتي

وَثيقة تاريخية نَيِّرة، تُصور مشهدًا إيمانيا رائعا، حيث التقى عالِمان جليلان: الشيخ محمد المدني...