أهل المحبّة بالمحبوب
ومن القصائد العالية ما أنشده سيدي أبو مدين الغوث، رحمه الله، في وَصف أحوال أهل المحبة الذين هاموا على الكون من وَجدٍ، وهاهم قد تمايلوا في حبِّ الله، وخَلعوا العذار، فَادعُ لَهم بالرحمة، ولا تنكر أحْوالهم، فَقد شُغفوا بالمحبوب حدَّ الفتون. وهذا مثال من نشوتهم في الزاوية المدنية بقصيبة المديوني في مولد 1983 بإنشاد سيدي محمد تقتق رحمه الله.
اأهْلُ المَحَبَّة بِالمَحبوب قد شُغِلــــوا ** وفي مَحَبَّتِهِ أرْواحَـــــــــــــهُم بَذَلـــــوا
وخَــرَّبوا كلَّ ما يَفنى وقَد عَمَـــــــروا ** ما كان يَبقى فَيَا حُسْنَ الذي عَمِـلوا
لَم تُلهِهم زينةُ الدنيا وزُخرُفـــــــــــها ** ولا جَنَاها ولا حَلْيٌ ولا حُــــــــــــــــلَلُ
هامُوا عَلى الكَونِ مِن وَجْدٍ ومن طَرَبٍ ** فَما استَقرَّ بِهم رَبْـــــعٌ ولا طَـــــــــلل
داعِي التَّشوُّفِ نَاداهم وأقْلَقَـــــــــهم ** فَكيفَ يَهنَوْا ونارُ الشَّـــــوق تَشــتَعلُ
مِن أوَّل الليلِ قَد سَارَت عَزَائِمُــــــــهم ** وفي خِيام حِمَى المَحبوب قد نزلـوا
وافَت لَهم خِلَعُ التَّشريف يَحْمِلُــــــــها ** عَرْفُ النَّسيم الذي مِن نَشْـره ثَمِلوا
هم الأحِبَّـــــــــةُ أدْنــــــاهم لأنــــهموا ** عَن خِدمَة الصَّمَد القيــوم ما غَفَلـوا
سُبحانَ مَن خَصَّهم بِالقُرب حينَ قَضَى ** بِحُبِّه وعلى مَقصـــودهم حَصَـــــلُوا
الزاوية المدنية 22 أكتوبر 2016