هي من جيادِ القَصائد التي يبينُ فيها الشيخ سيدي محمد المدني، آثَارَ الذِّكر على المريد، فيرى أنَّ غايَتَه هي الحضور مع الله تعالى، والغَيبة عمن سواه. وفيها وَصايا روحيَّة نَفيسَة توضحُ الغاية من الأذكار، مَع لزوم حُسنِ الأَدَبِ مع النَّبي المختار، عليه الصلاة والسلام.
ألاَ يَــــــــا أهْلَ الذِّكْرِ هيمُوا * فَإنَّ الذِّكْـرَ غَايَتُهُ الحُضُور
وغِيبوا عَن الأكوان إنْ تَجَلَّتِ * فَـــإنَّ الكَونَ يُفنيهِ الظُّهورُ
إذا رَأيتُـــــم الآـياتِ فينَــــــا * تَجَلَّــى لَكم مِن الآيَاتِ نُورُ
رأيتـــم ما تَجَلَّى و ما تَدَلَّـى * وقلتـــــــم إنَّكم أنتم الطُّورُ
إذا تَجَلَّت شَمسُ الذَّات يومًا * صَرَّحْت إنَّكَ أنتَ الـمَذكورُ
فَكُـــــن بالله، وافْنَ عَن سِواه * فَمـــــا سـواه هالكٌ مَثبورٌ
وثِق بِالحَـــــقِّ، إنَّ الحَقَّ فَردٌ * وهــــــــو بِالخَلائِق بَصير
وارْجَع إلى أزكى البَرَايَا طُرًّا * مُحَمَّدٍ البَشيـــــر والنذير
وكُـــن لِشَرعِهِ الهَادي نَصيراً * فهو الطريق الواضحُ المُنيرُ
عَلَيــــــه صَلاة الله ما تَجَلَّت * عرائــــس الحَقَائِق تُــــنيرُ