أرجــوزة كفايــة المــريد

Home مؤلفات الشيخ سيّدي محمد المدني التصوف أرجــوزة كفايــة المــريد

“كِفايَة المُريد”، أرْجوزَة (أي: قَصيدة عَلى بَحْرِ الرَّجز)، تَتَضَمَّن 124 بيتاً، لكلِّ بَيتٍ قافيته، وتتألف من ديباجةٍ و13 فَصْلاً، تَتَعلق بالعَقائد مَع بيان أدِلتها النَّصِّية (الآيات والأحاديث النبوية) والعقلية (البراهين والحُجَج المنطقية). وتَضَمَّنت، في القسم الثاني، مَبادئَ التصوف أي: المقامات القلبية والسلوكية التي ينبغي اتباعها للوصول إلى الغاية المنشودة، وهي تذوق الحقائق العالية والتحقق بالفناء في الله والبقاء به.
وقد صيغت هذه القصيدة في لغةٍ سلسة بغرض الحفظ والمدارسة جريًا على عادة الأقدمين في تَلخيص العلوم.
ومن الأكيد، أنَّها كُتِبَت بين سنة 1920 و 1923،  تاريخ شرحها في كتاب “منهل التوحيد”، التي أنجز بطلبٍ من بعض “الإخوان الذي حَملهم حسن الظن” في الشيخ محمد المدني، على طَلَبِه. وكان الفقراء يحفظون هذه القصيدة عن ظهر قلبٍ ويتدارسونها لأنه تتضمن كل المسائل العقدية والصوفية.

1. يَقُولُ عَبْدُهُ الـمَــدَانِي الـمُرتَجِـــــــي * غُفرَانَ مَا قَدْ ذَلَّهُ مِنْ عِـــــــــــــوَجِ
2. حَمْدُ الِإلَهِ واجِــبٌ فِي كُلِّ حَـــال * وَشُكْرُهُ مُسْتَمْطِرٌ فَيْضَ النَّــــــــوَال
3. فَإنَّهُ هُــــــوَ الذي تَوَحَّـــــــــــــــــــــدَا * وبِالجَمَال والكَمَالِ تَفَـــــــــــــــــرَّدَا
4. ثُمَّ صَــــــــــــــــلاَةٌ اللهِ مَـــعْ سَلاَمِهِ * عَلَى النَّبِيِّ الـمُصْطَفــــــــــــى وآلِهِ
5. كَذَا عَلى الأصْحَابِ والأتبَـاعِ مَنْ * سَادُوا وَشَادُوا وَاجِبًا مَـــــعَ السُّنَنِ
6. وَبَعْدَ ذَا فَقَد نَظَمْتُ جُمْلَــــــــــــــةً * تَحْوِي عَقَائِدَ الفَتَـــــــــى مَضْبَوطَةً
7. سَمَّيتُهَا: كِفايةُ المُــــــــــــــــريدِ في * عَقَائِد التَّــوحِيـــــــــــــدِ والتَّصَوُّفِ

[bleu]قسمٌ أول في التوحيد بالدليل والبرهان [/bleu]

8. الواجِبُ عَلَى الفَتَى الـمُحتَّـــــــــمُ * إقامَةُ الدَّليلِ يَـا مَنْ يَفْهَـــــــــــــــمُ
9. على صِفاتِ الحَقِّ جَلَّ وَصْفُـــــهُ * فإنَّ ذَاكَ لاَ يَجـــوزُ خُلْفُــــــــــــــهُ
10. كَذَا عَلَى صِفاتِ رُسْلٍ قَد أَتَتْ * شَريعَةُ النَّبِــيء لذاكَ أثبِـــــــــــتَتْ
11. وَمَا استحالَ نَحــــــوَ كلٍّ مِنْهُمَا * كَذَا مَا جَازَ وَاجــبٌ أنْ يُعلَمَــــا
12. الوَاجِبُ لِله مِـن صِفاتِــــــــــــــــهِ * عِشرونَ فَافهَــمْ واصفًا لِذاتِـــــــــهِ
13. كُلُّهــا قَديمَــــــــــــــــــةٌ لا تَنْـتَهِي * وَمَا لَهَــا بِدايَـــــــــــــــــــــةٌ فَانْتَــبِهِ
14. وَهيَ الوُجـــودُ صِفَـــــــــــةٌ نَفْسِيَّة * وبَعْدَهَا خَمسَةٌ هـــــــي السَّلبيَّــة
15. وهْيَ القِدَم مَعَ البَقَــــــاءِ وَالغِنَى * وَخُلْفُهُ أَيْضًا لِكُــــــــــــــلِّ خَلقِنَــا
16. خَامِسُها وَحدَتُه فــــــــي الذَّاتِ * كَـذَاكَ في الأفْعَــــــــال والصِّفَاتِ
17. وَهَاكَ سَبْعًا بِالمَعـــــــاني تُعْرَفُ * أَثْبَتَــها السُّنِّــــــــــيُّ وَهْوَ الأَشْرَفُ
18. أَوَّلُهَا الحَيَـاةُ فـــــــــــــــي تَرتِيبِنَا * فَاسْمَـــــــــعْ هَــدَاكَ اللهُ لِطَريقِـــنَا
19. إذ أنَّهَا ظَاهِرةٌ فـــــــــــــي الأوَّلِ * وبَعْـدَهَا العِلمُ القَدِيــــــــــم الأَزَلِي
20. إرَادَةٌ مَعْ قُــــــــــــدْرَةٍ ثُمَّ البَصَرُ * وَهَكَذَا الكَلاَم وَالسَّمْــــعُ الآخَــر
21. وُخُــــذهَا سَبْعًا للمَعَــانـي تَلزَمُ * بِمَعْنَـــــــويَّةٍ يَــا صَـــــــــاحٍ تُوسَــمُ
22. كَكَوْنِهِ تَعـــــالى حَيًّا عَالِمًـــــا * مُريـــدًا أًيْضًـــــا قًـادرًا مُتَكَلِّمًـــــــــا
23. وَهَكَذَا إلى تَمَـــام سَبْعِنَـــــــــا * وَقَدْ نَفَـاها بَعـــــــضُ أَهلِ شَرْعِنَــا
24. مُسْتَغْنِيًا عَن ذِكْرِهَـا بمَا سَبَق * لَكِنَّ ذِكْـرَهَا هُـو الأَمْـــرُ الأَحَــقُّ
25. وَحَاصِلُ الأَقسَام حَقًّــــا أَرْبَعَة * نَفْسِـــيَّـــةٌ سَلبيَّــــــــــــــــــة مُتَّبَعَـــة
26. ثمّ المَعـــــــاني مَعْنَويَّة فَـــذي * صِفَاتُـــهُ، تَعالَــــــــى، عَـدًّا فَخُـذِ

[bleu]فصل فيما يتعلق من الصفاتِ [/bleu]

27. إرادَةٌ وقُــــــــــــــدْرَةٌ تَعَلَّقَـــــــــــــا * بمُمْكنٍ لِنَحْوِ مَــــــــــــا قَدْ سَبَقَـــــا
28. أولاهُمَا تَخْصِيصُـها قَد ثَبَـــــــتَا * ثانِيهِمَا التَّــــــــــــأثير منهَا قَد أَتَــــى
29. تَعَلُّقَ السَّمعُ القَديمُ والبَصَــــــــر * بِكُلِّ مَوْجودٍ لَدَى أهْــــــــــلِ النَّظَرِ
30. وَعِلْمُه تَعَالى مَعَ كَلامِــــــــــــــهِ * تَعَلَّقَــــــا بِسَــــــــــــائِرِ أقْسَامِـــــــــــهِ
31. وَهَي المُحَالُ واجبٌ وَجَائِــــــــزْ * والحَافظ إلَيْهَا هــــــــــــــو الحَــــائِز
32. فَهَذه ثَلاثَــــــــــةٌ قَـــــــــــد ثَبَتَتْ * وبِأَقْسَام الحُكْم العَقْلـــيِّ سُمِّيَتْ
33. أمَّا المُحَــــالُ فَهــو مَــا لاَ يُقْبَلُ * وُجُودُه وَلاَ فِـــــي الـــــــذهن يُعْقَلُ
34.مِثلَ الكِتْمـــانِ للرَّسَـــولِ يَا فَتَــى * فَمُستَحيـــــلٌ عندَنَــــــا لَنْ يَثْبُتَــــــا
35. والوَاجِبُ الذي لا يَقْبَــل العَدَم * وُجودُهُ فــــــــــي العَقْل أمرٌ مُنْحَتِم
36. كَالوَحدانيَّةِ في حَــــــــــــــقِّ اللهِ * فَلا تَكُنْ عَـــــــــــــــنْ فَهْمِها بِسَاه
37. والجَائِزُ ما يَقبَلُ الأمْرَيْــــــــــــــنِ * وُجــــودًا والعَدَمَ بِغَيْــــــــــــــــرِ مَيْن
38. وذَا كَفِعْلِ اللهِ للأشْيَـــــــــــــــــاءِ * وتَرْكِهـــا فِي العَـــــــــــــــدَم والفَنَاءِ
39. وكَأعْرَاضِ البَشَر للرُّســـــــــــــــــلِ * كَالمَرَضِ وشُرْبِهِـــــــــــــمْ والأكْــلِ

[bleu]فَصْل في الأدلة والبَراهِين[/bleu]

40. دَلائِلُ التَّوحِيدِ مَعَ صِـــــــــــفاتِهِ * بِالعَقْلِي والنَّقليِّ مِن آيَـــــــــــــــاتِهِ
41. وُجودُهُ جلَّ الإلَـــــــــهُ في القِدَم * كَذا في الحَال والمَـــــــــــآل مُنْحَتِم
42. دَليلُهُ المَخْلـــــــــوقُ حَقًّا مُقتَضٍ * لِخالقٍ وفَاعِــــــــــــــلٍ مُفتَــــرضِ
43. بِدايَة الأَكْوَان بُرْهـــــــــانٌ عَلَى * وَصْفِ القِدَم إلَيهِ عَزَّ فـــــــي المَل
44. ثمَّ انتهاؤُهَا دَلــــــــــــــيلٌ للبَقَاء * فَافْهَمْ، رَعَاكَ اللهُ، كَــــــــــيْ تَحَقَّقَا
45. إذْ كلُّ سَابقٍ فَالرَبُّ قَبْلَــــــــــــهُ * وكلُّ لاَحِقٍ فَالحَـــــــــــقُّ بَـــــــعْدَهُ
46. وكلُّ شَيءٍ هَالِكٌ في شَــــــرْعِنَا * قَالَ الإلَهُ: إلاَّ وَجْـــــــــــــهُ رَبّــــِنَ
47. وهوَ الغَنيُّ فِي القُــــرْآنِ أُعْلِمْتَ * وبِالغَنِّي نَحوَ العَظيــــــــم صَرَّحْتَ
48. وكلُّ صَانعٍ خِــــــــلافَ صَنْعَتِهِ * بُرْهَانُ خُلْفِهِ لِكُــــــــــــــــــلِّ خِلقَتِهِ
49. وآية التَّنزِيهِ في كِتَـــــــــــــــابِنَا * عَدْلٌ لِما قَدَّمْتُــــــــــــهُ، نِلْتَ المُنى
50. وقَولُـــــــــــه: “قلْ هُو اللهُ أحَد” * دَلَّتْ عَلَــــــــــــــــى أنَّ الإلَهَ وَاحِدٌ
51. كَذا “لَوْ كَـــــــــــانَ فِيهمَا آلِهَةٌ” * عَلَى التَّوحِيدِ آيَــــــــــــــــــــةٌ بَيِّنَةٌ
52. حَيَاتُهُ والعِلـــــــــــــــمُ مَعْ إرَادَةٍ * دَليلُها عَالَمُنَـــــــــــــــــــــــا كَقُدرَةٍ
53. كَذلكَ القرآنُ نَاطــــــــــــــقٌ بِهَا * والبَاقي مِن صِفَاتِـــــــــــــهِ أمْثَالُها

[bleu]فَصلٌ في المُسْتَحيل مِنَ الصِّفَات[/bleu]

54.ويَسْتَحيلُ ضِدَّ مَـــــا تَقَدَّمَـــــــــا * مِنَ الصِّفَاِت الوَاجبِاتِ فَاعْلَمَــا
55. كلُّ الكَمَالِ رَاجِـــــــــــعٌ لِذَاتِهِ * وكلُّ نَقْصٍ ثَابِتٌ فِـــــــــي خَلْقِهِ
56. سُبْحَانَهُ، مُنَـــــــــــــــــزَّهٌ كَمَالُهُ * تَعَالَى وَصْفُهُ، جَلَّ جَــــــــــــلالُهُ

[bleu]فَصْلٌ في الجَائِزِ في حَقهِ تَعالى[/bleu]

57. وَجائزٌ نَحـــوَ العَظيم رَبِّنَــــــــــــا * فِعْلٌ وتَركٌ وكَذَا فَقْرٌ غِنًـــــــــــــى
58. فَيُغْني مَن يَشا بِمَحْـضِ فَضْلِهِ * ومَن أرَادَ يُفقِــــــرُ بِعَدْلِــــــــــــــهِ
59. وهَكَذا العَطَـاءُ والمَنْعُ ومَـــــــــا * مِن مَانِعٍ أو مُوجِــــــــــبٍ فَيَلْزَمَا
60. وكلُّ فِعْلٍ جَائــــــــــــزٌ يَا سَامِـعُ * عَلَيكَ هَذا القَولَ، فَهْـــوَ جَامِعٌ

[bleu]فَصل فيما يجب للرسل عليهم الصلاة والسلام[/bleu]

61. واعْلَمْ بِأنَّ رُسْلَهُ خَيـرُ الـــــوَرَى * خَلْقًا وخُلُقًا فَاطْرَحِ عَنْكَ المِــــرَا
62. صَلَّى عَلَيْهِم رَبُّنَا طولَ المدى * كَذَا عَلى أصْحَابِهِمْ أهلِ الهُدَى
63. فَواجِبٌ نَحوَ الكِرَامِ رُسْـــــــــلِنَا * أمَانَةٌ تَبليغُهُـــم لِشَــــــــــــــــــــرْعِنَا
64. وَصِدْقُهُمْ كَذلكَ الفَطَـــــــــــانَة * فَهَــذه أوْصَافُهُــــــــــــــــــــمْ أرْبَعَة

[bleu]الأدلة عَلَى صِفَاتِهم، عَليهم الصلاة والسلامُ[/bleu]

65. واعْلَم بأنَّ صِدْقَـــــهُمْ فِي الخَبَر * بِالمُعْجِزَات البَاهِرَات الغُـــــــــرَر
66. والصِّدقُ أيْضًا للصِّفــاتِ مُثْبِتُ * فَهذه الأوْصـــــــــــــافُ  وَالأَدِلَّةُ

[bleu]المُستَحيلُ والجَائِزُ في حَقِّهم[/bleu]

67. ويَستَحِيلُ وَصْفُهُـــمْ بِالغَفْـــــــــلَة * كَالكَذِبِ والكِتْمان والخِيانَـــــةِ
68. وجَائِزٌ في حَقِّهــم وَصْفُ البَشَـر * ما لَم يَكُنْ نَقْصًا فَذاكَ لا يُقَـرْ
69. فَهُمْ أجَلُّ خَلقِ اللهِ صِفَــــــــــــةً * وأفْضَـــــــــلُ الوَرَى جَميعًا رِفْعَةً
70. وَأفْضَلُ الكُلِّ المُختــــــارُ أحْمَدُ * ذَاكَ الذي مَقَامُهُ مُنْفَـــــــــــــــرِدُ
71. حَبيبُ اللهِ، شَــــــــــــافِعٌ مُشَفَّعٌ * ومِن بِه عَنَّا الكُـــــــــروبُ تُرْفَعُ
72. لَهُ المَقَـــــــامُ الأَسْمَى وَالوَسِيلَــةُ * لَه لِواءُ الحَمـــــــــــــد والفَضيلَة

[bleu]فَصْلٌ في أركان الدين[/bleu]

73. أرْكَانُــــــــــهُ ثَلاَثَةٌ يا صاحِبِـــــــــــــي * أوَّلُهَا الإيمــانُ في المَراتِــــــــــــبِ
74. وبَعدَهُ الإسلامُ أيْضًـــــا فــــي العَمَلْ * ثمَّ الإحْسَانُ خَاتِما، نِلتَ الأمَلْ
75. أمَّا الإيمانُ فَتصــــــديقُ القَـــــــــلْبِ * بِاللهِ والمَلائِكَـــــــــــــــــة والكُتُبِ
76. ثمَّ بِالرُّسْل وبِاليَـــــــــــوم الآخِـــــــــــر * كَذلكَ بِمَا أتَـــــــــــــى فِي القَدَرِ
77. ثمَّ الإسلامُ طَاعَـــــــــةُ الجَــــــــوارحِ * جَميعِها قَولاً وَفِعْلاً، صَحِّــــــــحِ
78. أمَّا الإحســــانُ فَهـــــــو حَالٌ زَائدَة * وهـــــــيَ التي تُسَمَّى بِالمُشَاهَدَة
79. وذاكَ أن تُراقِـــــــــبَ مَــــــــــــــوْلاكَا * في كلِّ طَاعَةٍ تَنَــــــــــــــــلْ مُنَاكَا
80. حَتَّى كَأنَّكَ تَراهُ حَاضِــــــــــــــــــــرًا * مُشَــــــــــــــــــاهِدًا جَمَالَـــهُ ونَاظِرًا
81. إنْ لَم تَصِلْ فِي الطَّاعَةِ لِمِثْلِ ذاكَ * فَلاحِظْ خَاشعًــــــــــــــا كأنَّهُ يَرَاكَ
82. فَالأوَّل مَقَام تَوحيــدِ العُمُــــــــــــومِ * وأوَّل مَفـــــــروضٍ بَيْــــــــــــنَ العُلُومِ
83. وسُمِّيَ في الاصْطِلاَح ِبِالكَـــلامِ * كَمَا بِالفِقْهِ عُرِفَ رُكــــــنُ الإسْلَامِ
84. وَعُـــــــرفَ الإحسانُ بِالتَّصَـــــوُّفِ * وَعِلْـــمُ القَومِ عـــــــــندَ أهْلِ الشَّرَفِ

[bleu]قسمٌ ثانٍ في التوحيد
بالشهود والعيان وهو المسمى بالتصوف[/bleu]

85. وَواجِبٌ على المُريدِ الصَّـــادِق * زِيَادَةً علــــى الكَــــــــــلام السَّــــابِق
86. مَعْرِفَـــــةُ الِإلَــــــــــــــــهِ بِالعِيَــانِ * كَذَوْق أهــــل الحُــــــــبِّ والوِجْدان
87. مِن بَعْدِ تَقديمِ البُرهَـانِ اللائِق * لِكَــــــــيْ يَصــيرَ مِنْ ذَوِي الحَقائِق
88. هُم ثَمْـــــــرَةُ العُلـومِ والمَعَارِفِ * هُمْ زُبْــــدَةُ المَعَانِــــــــــي واللَّطائِفِ
89. بِهِمْ تُسقَوْنَ وَبِهِــــمْ قَد تُرزَقونْ * كَمَا قَدْ جَاءَ عَنْ رَســـولِنَا المَأْمُونْ

[bleu]فَصْل فـي مَبَادِئِ التَّصَـوُّف[/bleu]

90. وَمَــبْدَأُ المُريــــــدِ في ذَا البَـــابِ * رُجوعُــــــــهُ لِقابِــلِ المَتـــــــــــــــــــابِ
91. كذا أداءُ مَا عَلَيْـــهِ واجِـــــــــــبٌ * وبَعْــــدَ ذَا تَأْتِـــــــــــــي لَهُ المَــــواهِبُ
92. إنْ كَانَ ذَا خَوْفٍ وشُكْـــرٍ وَوَرَعْ * وَصِـــدْقٍ أيْضًا فَاعِـلاً مـــا قَد شُرِعْ
93. وَزَاهِدًا فيمَــــــا تَحْويهِ العَاجِلَـــــة * مِــــن الأمُـــــــــــورِ الفَانِيــاتِ الزَّائلَة
94. كَذا الرِّضَا بِالقَضَـــــاءِ وَالقَــــــدَرِ * مَــــعَ التَّسليـــــــــــــــمِ لِلإلَهِ المُقْتَدِرِ
95. حَمْلُ الأذَى والصَّبـــرُ للبَلاءِ مَعْ * تَعْظِيمِــــــــــــهِ لِمَــــــا لَهُ قَدِ اجْتَمَعْ
96. مَحَبَّةُ الإخْــــــوانِ شَـــــــرْطٌ لازِمٌ * تَعظِيمُهُـــــــــــــــمْ تَزكُو بِهِ المَكـــارِمُ
97. إذْ كلُّ خَيْـرٍ في اتِّبــــــاعِ فِعْلِهِمْ * فَاستَغْنِمِ الأوقَاتَ واحْضَـرْ جَمْعَهُمْ
98. ثُمَّ الأسْتــــاذُ قِـــــفْ عَلى أعْتابِهِ * كَيْ تُسقَـــى خَمْرًا مِن صَفا شَرَابِهِ
99. لا تَغْتَنَمْ إلاَّ رِضَــــــــاهُ يـــــا بُنَيَّ * فَذاكَ غُنْــــــــمٌ زَائِدٌ عَن كلِّ شَــيْء
100. ولْتَتَّبِع “سَبِيــــلَ مَن أَنَابَ لِي” * مَعْنَــــــــاهُ جَاءَ فِي الكِتَــابِ المُنْزَلِ
101. وَخُذْ طَريقَ الوَصْلِ تَبْلُـغِ المُنَى * تُمْسِــي فِي عزِّ اللهِ تُحظَــــى بالهَنَا
102. هِيَ طَــــــريقُ العَلاوي شَيْخِنَـــا * غَـــوثِ الزَّمــــانِ، فَأَبْقِــــــــــهِ يا رَبَّنَ
103. والذِّكرُ عُنوانُ القَبُــــولِ يا فَتَــى * فــاذْكُر كَثيـــــرًا حَسَب أمرٍ قَدْ أتَى

[bleu]فَصْل فِي نِهايَة التَّصَوُّف[/bleu]

104. يَا أيُّهَا المُريدُ اسْمَـــــعْ مَا أَقُــــولُ * فَهَذا شَرْحٌ تَنْطَـــــــوي فِيهِ العُقولُ
105. وهـــــــــاكَ قَوْلاً مِنْهُ الخَمْرُ دَافِقٌ * لَقَد حَـــــــــــوَى مَا لَمْ يَحُزْهُ سَابِقٌ
106. وَعَالَمَ الأكْوَانِ اطْــــــــــوِ إنْ تُرِد * مِنْ كَوثَرِ النَّبـــــــــــي حَقًّا أنْ تَرِدْ
107. واشْرَبْ قَديمَ الخَمْرِ مِن كَأْسِ الوَرَى * فَعِلْمُنــــــــــــــا بِغَيْر ذَوْقٍ لاَ يُرَى
108. وَخُضْ بِحَــارَ النُّور حَيْثُ لا ابْتِدَا * وَلاَ هُنَاكَ غَايَةٌ طُــــــــــولَ المَدَى
109. وَزُجَّ بِالأكْوان في ضَمِير: كُـــــنْ * فِي فِعْلِــــــــهِ الضَّمِيرُ حَقًّا مُسْتَكِنٌّ
110. كَذاكَ كُنْ فــــي كُنهِهَا كَيْ تُلْفي لا * مَوجودَ إلاَّ وَاحِـــــــــــدًا قَد انْجَلَى
111. كانَ اللهُ وَحْــــــــــــــدَهُ في الأَزَلْ * وَالآنَ أيْضًا وَحْدَهُ، لا تَغْفَــــــــــلْ
112. مِنــــــــــــهُ الكلامُ لا مِنَ الخَلائِقِ * مِنْهُ الأفْعَالُ تَصْدُرُ فَحَقِّـــــــــــــقِ
113. هُوَ المَوجُودُ في التَّحقيــــقِ يَا فَتَى * إنَّ الظهورَ فِي الكَــــــــلام قَدْ أتَى
114. إذْ قَبْضَــــــــــــةُ الأنْوارِ قَد تَجَلَّتِ * بِما بَدَا لِلأَعْيُنِ البَصيــــــــــــــــرَةِ
115. إذْ قَد تَجَلَّــــــــــــــى بِالأَنْوارِ رَبُّنَا * لا بَلْ بِكُلِّ ظَـــــــــــــــــــاهِرٍ تَبَيَّنَا
116. “وأيْنَمَـــــــا” قَال الكِتابُ الصَّادِقُ * قَضِيَّةٌ كُليَّــــــةٌ تَستَغْـــــــــــــــرِقُ
117. وَالأوَّلُ والآخِرُ والظَّـــــــــــــاهِرُ * والبَاطِنُ هُو المَوجـــــــــودُ القَاهِرُ
118. فَأَيْنَ الخَلْقُ بَعد ذَا يَا مَـــــــــن بَدَا * فِي حُلَّةِ القُدْسِ النَّــــــــــزيهِ مُفْرَدَا
119. لاَ وَالذي لَـــــــــــــــه الوُجُودُ كُلُّهُ * أنْ لَيسَ فَوقَ ذَا التَّجَلِّي غَيْــــــــرُهُ
120. وَهَذا القَدْرُ يَكْفِـــــــــــي مَنْ تَفَطَّنَا * ثُمَّ وَعَى التَّحْقيــــــــقَ عَنَّا واعْتَنَى
121. وَهَذا عِلْمٌ خُذْهُ بِقَلْـــــــــــــبٍ سَلِيم * فَإنَّهُ أتَانَا مِن عِنْدِ العَلِــــــــــــــــيم
122. وَهَذَا عِلْمٌ مِنْ لَدُنْـــــــــــــهُ مُرْسَلُ * أتَى بِهِ رَسُولُــــــــــــــــهُ المُفَضَّلُ
123. عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ يَا نُـــــــورَ الهُدَى * كَذَا عَلى الأصْحَابِ أَهْــــلِ الاهْتِدَا
124. مَـــــــــــا دَامَ فِكرٌ يَنْظِمُ دُرَّ الكَلامِ * فَفَاحَ نَشرُ مِسْكِــــــــــهِ عند الخِتَام

الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر

"عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين: مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن: نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ...

الأصول الدينية في شرح الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة

تمهيد في العشريّة الأولى من القَرن العشرين، نَظَم الشّيخ أحمد العلاوي (1869-1934) قصيدةً تتألّف من أَلفِ بيتٍ، على بَحر الرَّجَزِ، وسَمّاها : “الرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة “. وكان الغَرَضُ منها ذكرَ أهَمّ...

الشيخ سيدي محمد المدني يذاكر في تَربية الصغار على مَجالس الذكر

أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم 1. "أمَرَ الشّيخ (العلاوي) بإحضارهم، أي: أحْضروا الصِّغَـارَ، في مَجالسِ الذِّكْر والتَّعليم، لِيَتَعلّمُوا الآدابَ كُلَّهَا، كالحَياء لأنّه خير كلّه وهو من الإيمان، والمُروءَةَ، وهي من أفضل زينةِ الإنْسان،...

المولد النبوي لابن عاشور

1- الحَمدُ للهِ الذي أطْلعَ للنَّاسِ في ظُلمَة الضَّلالَةِ بدرَ الهُدى، وبلَّ بِغَيْثِ الرَّشادِ المُحَمَّدِيِّ ما لَحِقَ طينَةَ قُلوبِهم مِن صَدَا، ورَفعَ قَدْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وأعْلَى مَقامَه، وبعثَهُ رَحْمَةً للعالمين في الدُّنْيا وَعَرَصاتِ القِيامَة، وأمرَ...

مقدمة لكتاب الاعتقاد معينة لقارئها على المراد

وَحُكْمُنا العَقْلـي قَضيَّةُ بـلا * وَقْفِ على عادةٍ أو وَضْعِِ ِ جَـــــــــــــــلاَ أقسامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُـمَازْ * وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ فواجب لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ  * وما أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ َ المُحَـالْ وجائزاَ َ ما قبَلَ...

شَرْح حَديث حَنظلَة: ساعَةٌ وساعَة

[ar]الشيخ محمد المدني[fr]Cheikh-al-Madani نَتشرَّف بتقديم رسالة اللحظة المُرْسَلَة على حديث حَنظَلَةَ، رَضيَ الله عنه، وفي هذا الكتاب الذي ألَّفَه الشيخ سيدي محمد المدني، قَدَّسَ الله روحَه، يظهَر علمه الجمّ في مَجال الحديث روايَةً وشرحًا ودرايةً. كما تظهر رقة أفهامه...

مختارات مدنية

[:fr]تهدفُ هذه المُختارات إلى إعْطاء صورَةٍ صادقة، وهذه وَظيفة المُختارات، عن عُمق الرّجل وأصالة مُقارَبَته، ومن ثَمَة إلى الحَثّ على مُطالَعَة سائر ما كَتَبَ والعودَة إلى رصيدِهِ الثّري الذي يتوزّع على ما يقارب الخَمسَةَ عَشرَ تأليفًا، شَملت كافّة فروع المَعرفة الإسلاميّة.
وبما أنّ هذا التُّراثَ لم يُترْجم بَعدُ إلى الفرنسية،[:]