سيِّدي الشَّيخُ الطَّاهر عَبد الهادي، رَحمَهُ الله، من كُمَّلِ الصالحين والعارفينَ في عَصْرنا. بِخِدمة العليّ الأعلى، تَزَيَّنَتْ أيامُه ولَيالِيهِ. وفيها بَذَلَ النفسَ والنفيسَ لِمرضاة الله وتَنوير القلوب. وقد كانَ – وما يزالُ بِمَدَدِهِ- ركنًا من أركان الزاوية المَدنيَّة رَكينًا، وأحدَ أعْمَدَتِها الكِبار. رَبَّى – في مَعرفة الله- رجالاً، وأنْشَأ من الصَّالِحين أجْيالاً. وتَركَ عِدَّةَ قَصائدَ وحِكمًا. وكلُّ مَأْثُورَاتِه، رَحِمَهُ الله: سهولةٌ في العِبارَات، لَطافةٌ في الإشارَات، صِدْقٌ في التُّقَى، ونُورَانيّةٌ في التَّجلّيات. ونَتَشرَّف اليوم بنشر قَصيدَتِه: أبْدأ نظمي. وكلّ بيتٍ منها يصلحُ أن يكونَ نِبراسًا.
أبْـــــــدأ نَـــــــــظــــمي *** شــــــــاهرًا عنـايَـــةَ رَبِّي
لمَّــــــــا خَصَّتـــــــــني *** بِسلــــــوك طَـــــــريق الله
نعــــــاود و نَثــــــــنِّي *** باعْتِراف فَضــل المَـــداني
قُطـــــــبٌ ربَّـــــــــاني *** خَلَّفــــــني عَـــارف بـــالله
هنـــــــــــــــيئًا لِأولاده *** الـــــذين طاـــبوا بميعــاده
هـــــــــــم الدَّلالــــــــة *** لِمُـــــــــــــــريد ســــــرِّ الله
هيَّاوا يــــــــــــا الأحبَّة *** نَستعطف مَن لَـــــه نِسبَة
الإمــــــــــــــــام العُمدة *** شيخَنـــــــا، الـــغَنيّ بــالله
هيــــــــــاوا يا إخْواني *** نَزور ضَريحَــــــه بأمـان
يَزول الــــــــــــــــرَّان *** نَتَنعَّـــــــــــم بـــــــروح الله
تَسكر الأشبـــــــــــــاح *** فيــه وتَتَغَــــــذَّى الأرواح
من فَيض الـــــــــــرَّاح *** الجـــــاري من فَضْل الله
نَزور حَرمــــــــــــــــه *** ونَــــــدخله بكـــلّ حُـــرْمَة
نَجدد الوَصـــــــــــــــل *** بــــــــــــــــذكر أيَّـــــام الله
نَزور أجـــــــــــــوارَه *** ونتــــــــــأنس بــــآلِ دارِه
رِضاهُم بِشـــــــــــارة *** يَمْنَحنــــــــــا رِضــــا الله
نَنْهَــض و نُســــــارِع *** ونُـــــــداوي قَلبــي الهالِـع
مِن ســـــــــــرِّ الشَّافـع *** مَظْــــــــــــهَر رَحمَـة الله
صــــــلِّ عَليه يـا ربّ *** واجْمَعْنـــــــــــــــا بــــــــه
جمــــــــــــعًا بديهـــــي *** يَــــــــــــــــدوم بِـدوام الله
كــــــذا الرَّضــــــــوان *** على صحبه أهلِ الإحْسان
ذَوي الأمَــــــــــــــــان *** آلِ بَــــــــيتِ رســــول الله
سيدي الشيخ الطاهرعبدالهادي
تقديم. ن. المدني، 16 جويلية 2013.