الله يا نور النّور

by | القصائد المدنية

|الله يَا نُــورَ النُــــورْ * مِنـكْ كُلُّ الأَنْــوَارْ

بَطَنْتَ فِــــى الظُهُـورْ * وَغِبْتَ فِـي الأبْـصَارْ

وَ صَـــاحِبُ الشُّعُـورْ * فِي جَمَـالِكْ حــاَرْ

ظَــــهَرْتَ بِأَلْــوَانْ * لاَ تُحْصَـى بِالتِّعْـدَادْ

وَكُــــلُّ لوْنٍ كَــانْ * كَامِــلَ الإَسْتِعْـدَادْ

نَــــرَاكَ بِالْعِيَـــانْ * ظَـاهِراً فِـي الْعِــبَادْ

كُلُّ الخَلْــــقِ تِبْيَــانْ * لِسِــرِّكَ المَصُـــونْ

وَالظَّــــرْفُ وَالزَّمَـانْ * أَمَـرْتَــهُ يَـــكُونْ

مِنْ نُورِِكَ الـمُصَــــانْ * وَسِــرِّكَ الْمَخْــزُونْ

مِنْ حَضرَةِ القُــــدُّوسْ * تَجَـلَّتِ الْكِـــسَانْ

كَالزَّهْــــرِ فِي الغُرُوسْ * وَالْـوَرْدِ فِي الجِــنَانْ

فَكُــلُّهَا كُـــؤُوسْ * أَناَ بِهــاَ نَـــشْوانْ

مُشْـــــرِقَةُ الجَـمَالْ * تُضِـي مِثْــلَ السِّرَاجْ

قَلْـبِي لَـهَا قَدْ مَـــالْ * فِي حُسْنِهَــا الْوَهَّـاجْ

لَيْسَ لَــــــهَا مِثَالْ * فِي وَصْــفِهَا الْبَهَّـاجْ

بَداَ فِيهاَ الْمَحْــــبُوبْ * فِي حُلَّـةِ الْـــعَرُوسْ

حُـــزْنَا مِنْهَا الْمَرْغُوب * إذْ أَشْرَقَــتْ شُمُـوسْ

مِنْ عَــالَمِ الْغُيُــوبْ * فَـأَحْيَتِ الـنُّـفُـوسْ

الأَرْضُ وَ السَّمَـــــا * نُورُ الحَقِّ الْمُـبِيـــنْ

وَ الْخَلْقُ فِيهِـــــمَا * تَـجَلّي عَيْنِ العَيْـــنْ

إِنْ كُنْتَ فَاهِمًـــــا * فَاسْمَعْ مِنِّــى اليَقِـينْ

يَا فَاهِمَ الكَـــــلاَمْ * كُلُّ الخَلْقِ رُمُــــوزْ

وَالْحَازِمُ الهُمَــــــامْ * هُوَ الذِى يَحُــــوزْ

مِنْ خَمْرَةِ الْمُـــــدَامْ * كَأْسًا بِـهَا يَــــفُوزْ

تُمْحَى بِها الأَغْيَـارْ * مِنْ لَوْحَـةِ الوُجُــودْ

فتًبصِرُ الاطــــــوار * مِــــــرْآةٌ للِْمَعْبُـــــودْ

الْوَاحِـدُ القَهَّـــــارْ * جَمِيـلٌ فِي الشُّهُـودْ

صَلُّوا عَلَى ذِي التَّــاجْ * الصَّادِقِ الأَمِــــِينْ

مَنْ جَاءَ بِالمِنْهَــــاجْ * رَسُولِ الثََّــقَلَيْـــنْ

وَالْمَدَنِي الـمُحْتَـــاجْ * يَرْجُو خَيْرَ الدّارَيْـــنْ