“كِفايَة المُريد”، أرجوزة: (أيْ: قَصيدةٌ على بَحْر الرَّجَز)، تَتَضَمَّن 124 بيتًا، لكلِّ بیتٍ منها قافيتهُ، وهي تتألَّفُ من ديباجةٍ و13 فصلاً، تَتَعلَّق بِالعَقائد الإيمانيّة مع بَیان أدِلَّتِها النَّصّيَّة (الآيات والأحَاديث النَّبويَّة) والعقليَّة (البَراهين والحُجَج المنطقيَّة). وتضمَّنت في القسم الثاني مَبادئَ التصوّف أي: المَقامَات القلبيَّة والسلوكيَّة التي يَنبغي على المؤمن اتِّباعُها للوصول إلى الغاية المنشودة، وهي تذوُّقُ الحَقائِق العالية والتحقَّق بالفناء في الله، ثمَّ البَقاء به.
وقد صيغَت هذه الأرجوزة في لغةٍ سَلسةٍ وعباراتٍ واضحةٍ بغَرَض الحِفظ والمدارَسَة، جريًا على عادة الأقْدَمين في تلخيص العُلوم.
ومن الأكيد، أنَّ هذه الأرجوزةَ قد كُتِبت بين سنة 1920 وسنة 1923، تاريخِ شَرْحِها في كتابِ “مَنْهَل التوحيد”، التي أنجِزَ بطَلَبٍ مِن بعض “الإخوانِ الذي حَمَلهم حُسْن الظَنِّ” في الشيخ على طَلَبِه من أجل التوسّع في المَسائِل التي وَرَدَت مكثفةً في هذا القَصيد. هذا وقد جَرَت عادَة بَعض العُلماء أن يَنْظِموا مُتُونًا ثم يَشرَحوها بِأنْفُسهم. وقد قَلَّدهم الشَّيخُ في ذلكَ إفادَةً لمُحبِّيهِ.