قال سيدي مُحمد المدني، رَضيَ الله عنه وأرضاه:
“هَذِه أبياتٌ نَظَمْتُهَا عندَ زِيارَتِي لقبر الوليّ الصالح أبي مَدْيَنَ الغوث، المُسَمَّى بشعيب، رَضِيَ اللهُ عَنه، وهو المدفون بمدينة تلمسانَ عامَ 1335 للهجرة. ]الموافق لآخر أكتوبر 1916-1917[.
أيــا شُعَـيْــبُ أَقْبِـلنِــــــــــــــي فَـأَنَــــا * هو المُسَمَّـى عِـنْدَكُم بالمَـدَنِــي
قَدْ زُرْتُكَ يا غَوثُ حَيْثُ زُرْتَنــــي * عندَ المَنـــامِ وأنَا فـي مَـسْـكَـنِـــــي
هَذا الـجَــزَاءُ مِـنِّــي حَـقـيقَــــــــــــةً * عَامَلْتكَ كَمـــــا كُنْتَ عَـامَـلْـتَـنِــي
فَزُرْتَـنِـي نَومًــــــا ولَـكـــــــــنْ إنَّـنِـي * أَتَـيْـتُـــــــــكَ يَـقَــظَــــــــــةً بِـبَـدَنِـــــي
إذْ لُحْتَ طِفْـــــلاً صَغيرًا حَاكِـــيًا * عِيسَى فِي المَهْدِ صَادِقًا كَلَّمْتَنِــي
وَهَـــــــــذِهِ تَــحِـيَّـــــةٌ أَهْــدَيْــتُـــــهَا * تَبْقَـــى تَدورُ عَـنِّـي فِـي الأَلْـسُــــنِ
تعليق: هذا النصُّ، النثري والشعريّ، وثيقة تاريخية نَفِيسَة تُؤَكِّد أنّ الشيخ المدني قد زارَ الجزائرَ سنَةَ 1917. ولا ريبَ أنَّه زَارَ الزاويةَ العلاوية آنذاك، ثمّ مرَّ بمَدينة تلمسان -التي سَبقَ أن دَرّس فيها قبيلَ سنة 1911- لزيارة ضريح الوليّ الصالح سيدي أبي مَدْيَنَ الغوث، المُسَمَّى بشعيب. ويبدو أنَّ هذه الزيارة كانت إثر رؤية مَناميّة رآه فيها الشيخ المدني في صورَة سيدنا عيسى عليه السلام وهو في المَهد صبيّ.
فَأعْجِبْ لحالٍ رَبانيّ عاشه سيدي محمد المدني في رحاب سيدي أبي مدين الغوث بعد لقاء الشيخ العلاوي. والكلُّ تَحت نظر كَلِمَةِ الله وروحِهِ، سيدنا عيسى عليه السلام. رَزَقَنَا الله حلاوَةَ مَقاماتِهم الفَاخِرَة وأسرارِهم الطاهِرَة وأفهمنَا ما أجراه الله على ألسنتهم منَ الحِكَمِ الباهِرَة. آمين.
تعليق: ن. المدني، الزاوية المدنية، باريس.