بسم الله الرحمن الرحيم
ذَاكَرَ سيّدي الشيخ محمد المُنَوَّر المدنيّ، يوم الأحد بتاريخ 21 نوفمبر 2010 مذاكرَةً ينقلها عن والده، سيّدي الشيخ محمد المدنيّ، رَحمه الله تعالى، فَقَالَ:
سمعت هذه المذاكرة من والدي المنعم الشيخ سيدي محمد المدني (توفي سنة 1959) ونحن في اجتماعٍ مَعَ عدد من الفقراء سنة 1957 بالزاوية المدنية بقصيبة المديوني فقالَ:
كَان سيدي الأستاذ أحمد العلاوي يذاكرنا أَنَا وبقية أخواتي من الفقراء العلاويين، ولمدة طويلة في رقائق التصوف ودَقائقه من مُشَاهَدَة وفناء وبقاء ومقامات وأحوال وسير إلى الله، ثمَّ عادَ بنا إلَى مُذَاكَرَات تدورُ حولَ الشَّرع والمسائل البسيطة المعلومة عند الأغلبية من الصلاة وأحكامها ووضوء وطهارة وتيمم وغير ذلك. قد تواصلت هذه المذاكرات حَوالَيْ شَهر يَوميًّا فَتَرَبَّصت مدة ورغم تأدبي في حضرته عنّ لي أن أسألَه عن هذا التحوّل في مضامين مذاكراته وأسبابه فقال لي حرفيًا:
– يا سيدي محمد المداني مَن مَلَكَ بَيتًا بطابقين تراه يعتني بالطابق الثاني تزويقًا وتحسينًا وزركشَةً، فإذا نَزَلَ إلى الطابق الأول فَوَجَده يتَطَلب الصيانة والإصلاح فهو الأولى بالتَّعَهّد لأنه الأساس.
والشرع هو الأساس إذا تَعَهَّدنَاه صَعدنا إلى الطابق الثاني وهو الحقيقة لتحسينه وتذوّق جماله.
رحمه الله، ورَحمَ كلّ ساداتنا أهل الله وسائر المؤمنينَ.