بسم الله الرحمان الرحيم
إخوانَنَا في الله ورسوله بحاضرة صفاقس حفظَكُم الباري من كل طارقٍ وطارئٍ. والسلام عليكم وعلى كلِّ مَن يُجالسكم بقلب سليم وسير مستقيم، ورحمةُ الله والبَرَكة.
أمَّا بَعدُ:
فَقَد بَلَغَنَا بمزيد الأسف خَبرُ انتقال أخيكم في الله سيدي علي كمّون إلَى رحمة الله ونزوله بالدّار الباقية، جعلَه الله من عِبَاده المقبولين بحُرْمة سيد الأولين والآخرين.
وقَد ألّمنا فراقُهُ شديدَ الألمِ لَولاَ عِلمُنَا بأنَّ الآخرةَ هي دار القرار، وأنَّ الموتَ مكتوبٌ على كل نفس، “كلُّ نفسٍ ذَائقةٌ الموتِ”. وإنَّي أرفع لكم أجمل التعزية ولجميع أبنائه الكرام، رَزَقكم الله عنه جميل الصبر وعظيم الأجر.
وَعَليكم باركَ الله فيكم أنْ تَجعلوا موتَهُ واعظًا زاجرًا يزجر النفوس الشيطانية عمَّا تُوسوس به من شرِّ الوَسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس. فَيقلب المحبة بغضًا، والطاعةَ معصيةً، والذّكر غفلةً، والإغضاءَ عن المساوي زلةَ أقدام لتتبع العورات، والوئام فرقةً، حَفظنا الله من كيد الشيطان الذي يَقعد في الصراط المستقيم، ويأتي لعباده من بين أيديهم ومن خَلفهم وعَن أَيمانهم وعن شمائلهم والعياذ بالله تعالى.
اللهم إنَّكَ تَعلم أَنِّي أُحُّب بِقلبٍ مُخلصٍ كلَّ منتسبٍ، وَأنَا أعلم أنَّكَ تَغار على جميع أهل الله الذّاكرين ولَو كَانوا كاذبين،
اللهمَّ إنِّي أَبرَأُ إليكَ مِن كلِّ مَا يُوجب فتنةً لقلوب إخواني، أَهلِ نسبتكَ، ويُفَرِّقُ بَينَهُم.
كَمَا أَبرَأُ إليكَ مِن كلِّ عَينٍ تَنظُر نظرةَ اعوجاجٍ لإخواننا في الله، فإنْ كَانَ الشيطان يريد أن يغويكم فإن كيد الشيطان كان ضعيفًا.
فاستَعينُوا بالله رَبِّكِم، هُو مَولاَكم وعلى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون.
وَسَلِّموا مِنَّا عَلَى كلِّ فَردٍ فردٍ مِن أَهلِ التَّسليم والامتثال، كَما يُسلِّم عَليكم جميعُ إخوانكم بالزاوية.
والسلام من كَاتِبه العبد الضعيف محمّد المدني العلاوي في يَوم الأربعاء.