إنّ الله عفو يُحِبّ العفو

بسم الله الرحمان الرّحيم
والصلاة والسلام على زين المرسلين
“إنّ الله عفو يُحِبّ العفو”

العفو من أعظم مقامات العارفين وهو دليل الفناء في الله والرضا بقضائه والعلم بأنَّ المذنب إنَّما أَتَى مَا أتى بقدرٍ مِن الله. وأفضل من جَسَّدَ هذا المقام وتحلَّى بِه هو سيد الأولين والآخرين، ومنبع العلوم واليقين. وفي هذه المذاكرة يستعرض شيخنا سيدي محمد المدني أنوار العفو المحمدية.

1- العفو مقامٌ قرآني:

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”
في هذه الآية المحكمة من كتاب الله تعالى، يأمر الحق جل وعلا نَبيّه صلى الله عليه وسلم بثلاثة فضائل هيَ أسسٌ عامة للشريعة الإسلاميّة ومبادئ رفيعة في الآداب النفسيّة والأحكام العملية. ومن المعلوم أنَّ الأمرَ للنبي صلى الله عليه وسلم هو أمرٌ لنَا دونَ شكٍ.

فهو يأمره بالعَـفو الذي مِن آداب الدّين وقواعد اليسر وتَجنّب الحَرَج ومَا يشقّ على النّاس، وَقد صحّ: “أنّ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم ما خُيّرَ بَينَ أمرين إلا اختار أيسرهما”. وهو يأمره ثانيا بالأمر بالمعروف: وهو اسم جامع لكل ما عُرفَ من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس. ويأمره أخيرا بالإعراض عن الجاهلين وهم السفهاء بترك معاشرتهم وعدم مماراتهم، ولا علاجَ للوقاية من أذاهم إلا بالإعراض عنهم.

ففي هذه الآية الشريفة- على قلة كلماتها- أمر عام بصفة فاضلة كريمة هي صفة الحِلم التي تدلُّ على كمال العقل وقوته وانكسار قوة الغضب وخضوعها له والتحكم في النفس وأهوائها.

2- العفو مقامٌ نبويٌّ:

كما أنَّ صفةَ الحلم من شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم التي جذبت إليه النفوس وألَّفت حوله القلوب وصدق الله العظيم في قوله: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ”.

ولشرح هذا المقام المحمدي الرفيع، أستعرض معكم بعضَ مظاهر صفة الحِلْم الذي مَيَّزَ سيّدَ الوجود صلى الله عليه وسلّم. ولا يقدر أحدٌ على استعراض جميع هذه المظاهر نظرًا إلَى غَزَارتها وَكَثرتها ولكن نأتي ببعضها تأسيا بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلّم.

1- جاء إعرابيّ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب شيئًا فأعطاه ثمّ قال له: “هل أحسنت إليك؟ قال الإعرابي: “لا، ولاَ أجملتَ”. فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفّوا، ثمَّ قامَ ودخلَ منزله وأرسل إلى الإعرابي وزاده شيئا ثمّ قال أحسنت إليك؟ قال: “نعم فجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيرًا” فقال له النبيء عليه الصلاة والسلام: “إنّك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيء من ذلك فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك”. قال الإعرابي نعم، فلمّا كانَ الغداة أو العشيّ جاء فقال النبيء صلى الله عليه وسلم: “إنّ هذا الإعرابي قال ما قال،فزدناه فزعم أنّه رضي، أكذلك؟ قال الإعرابي نعم فجزاك الله من أهلٍ وعشيرة خيرا،”. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام إنّ مَثَلي ومثل هذا الإعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فأتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورًا، فناداهم صاحب الناقة خلّوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها وأعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قُمَام الأرض فردّها هونًا هونًا حتّى جاءت واستناخت وشدّ عليها رحلها واستوى عليها”. صلى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ما أحلمه.

2- قال إعرابي :”يَا محمد احمل لي على بعيريَّ هَذيْن مِن مال الله الذّي عندك فإنّك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك”. فَسَكَتَ النبىء صلى الله عليه وسلم ثمّ قال: “المالُ مال الله وأنا عبده”. ثمّ قال ويقادُّ (تعاقب) منك يا إعرابي ما فعلت بي؟ قال الإعرابي لا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ولمَ؟ قال الإعرابي: “لأنّك لا تكافئ السيئة بالسيئة”. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثمّ أمر أن يُحملَ للإعرابي على بعيرٍ شعيرٌ وعلى الآخر تمرٌ. صلى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ما أحلمه.

3- لما كانت غزوة أُحُد وَعَد جُبير بن مطعم عبَدَه وحشيا أن يطلقه حرّا إن قتل حمزة بن عبد المطلب عمّ النبي ثأرا لعمه طَعيمة بن عدي الّذي قُتلَ يوم بدرٍ. وكان وحشيّ مشهورا بإصابة الهدف وكانت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان قد خرجت مع مشركي قريش لتحرضهم، وكان حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث قد قتلوا أعزَّاءَهَا يوم بدر (وهم أبوها عتبة بن ربيعة وأخوها الوليد وعمّها شيبة) فجعلت تشعل غضب وحشيّ واستطاع أن يصيب حمزةَ. و وكان مقتل سيدنا حمزة فاجعة كبرى أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ الحزن فهو عمّه وظهيره الذّي ناصره مُذْ كان في مكةَ وهو أخوه من الرّضاع وهو إلى هذا بطل المسلمين ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو واقف أمام جثة عمّه الحبيب: “ما وقفت موقفا قطّ أغيظ إليَّ من هذا”. وقد أطلق جبير عبده وحشيا حرّا فأقام بمكة فلمّا فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلّم هرب وحشي إلى الطائف ثمّ أسلم أهل الطّائف فضاقت الأرض بوحشي فأشار عليه بعضهم أن يتَّجهَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلن إسلامه فإنّه لا يقتل أحدا دخل في دينه. فقَدم وحشي على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأعلن إسلامه فنظر إليه الرسول وقال: وحشي؟ قال نعم يا رسول الله قال: “اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة”. فحدثَّه فلم يزد بعد أن سمع الحديث على أن قال ويحك غيّب عني وجهك فلا أرينَّكَ”. أَرَأيتَم سادتي إلى هذا العفو العظيم عن الجرم الأليم بعد أن أمكن القصاص؟ لكن وحشيا وقد أسلم وحسن إسلامه لم يستطع أن يتخلص من الفزع الذّي يلاحقه من أطياف جريمته، فلمّا كانت حروب المرتدين أيام سيدنا أبي بكر خرج لقتال مسيلمة وقصّ خبره في قوله: أخذت حربتي التي قتلت بها حمزة فلما التقى الناس رأيت مسيلمة قائما في يده السيف فتهيأت له وتهيأ له من الناحية الأخرى رجل من الأنصار فهززت حربتي ودفعتها فوقعت فيه، وشدّ عليه الأنصار فضربه بالسيف فما أعلم أيَّنا قتله فإذا كنت قد قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم –يريد حمزة- وقتلت شر الناس وكان وحشيّ يقول أرجو أن تكون هذه بتلك أي أنّ هذه تكفّر تلك”. وجاء في تاريخ ابن الوردي لمّا عزي رسول الله صلى الله عليه وسلّم بحمزة حين قتله وحشيّ بأحد، قال بعضهم ويل لوحشي من النار, فقال صلى الله عليه وسلّم: “أمّا حمزة فأجله قد انقضى، وأمّا وحشيّ فسوف يدرك الشرفَ مِن بعده”. فقالوا كيف يا رسول الله؟ قال: “هو يقتل مسيلمة الكذاب”. فكان كما قال صلى الله عليه وسلّم. فصلى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ما أحلمه.

4- أما عكرمة بن أبي جهل (فرعون هذه الأمة) الذّي كاد للإسلام كلّ دهاء ومكر، فقد عفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أمرَ بقتله لأنه كان أشدّ الناس هو وأبوه أذيّة للنبيء صلى الله عليه وسلّم وكان أشدّ الناس على المسلمين، ولمّا بلغه أنّ النبيء عليه الصلاة والسلام أهدرَ دَمَه فرّ إلى اليمن فأتّبعته امرأته بنت عمّه أمّ حكيم بنت الحرث بن هشام بعد أن أسلمت فوجدته في ساحل البحر يريد أن يركب السفينة، وقيل وجدته في السفينة فردّته بعد أن قالَت له: “يا ابن عمّ جئتك من عند أوْصَلِ الناس، وأبرّ النّاس، وخير النّاس، لاَ تُهلكْ نفسك فقد استأمنت لك”. فَجَاء معها فأسلم وحسن إسلامه بعد أن قال: “يا محمد هذه زوجتي أخبرتني أنك أمّنتني”. قال صدقت إنّك آمن فقال عكرمة أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لهو وإنّك عبده ورسوله وطأطأ رأسه من الحياء، فقال له صلى الله عليه وسلّم: “يا عكرمة، ما تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتكه”. قال استغفر لي كلّ عداوة عاديتكها، فقال صلى الله عليه وسلم: “اللهم اغفر لعكرمة كلّ عداوة عادانيها أو منطق تكلم به”. ولمّا قدم عكرمة على النبيء صلى الله عليه وسلّم وثب عليه الصلاة والسلام إليه قائما فرحا به أي رمى صلى الله عليه وسلّم رداءه وقال: “مَرحبًا بمن جاء مؤمنا مهاجرا. وقال عليه الصلاة والسلام قبل أن يقدم عليه عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه: “يأتيكم عكرمة مؤمنا مهاجرا فلا تسبّوا أباه فإنّ سبّ الميت يؤذي الحيّ ولا يلحق الميتَ”. وقد كان عكرمة قبل إسلامه بارَزَ رجلاً من المسلمين فقتله فضحك النبيء صلى الله عليه وسلّم فقال له بعض الأنصار ما أضحكك يا رسول الله وقد فجعنا بصاحبنا فقال أضحكني أنّهما في درجة واحدة في الجنّة ومن ثَمّ قتل عكرمة شهيدا في قتال الروم في واقعة اليرموك، رحمه الله.

5- ولا يسعنا أن ننسى أبا سفيان وما أَذاقه للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين من مؤامرات وكيف كان عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه فكانت عاقبته حميدة. قال سيدنا العباس لأبي سفيان ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك فشهد شهادة الحق فأسلم. ونادى منادي الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: “مَن دَخَلَ دارَ أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حَكيم فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن”. وذلك يوم فتح مكة الذي هو يوم الفتح الأكبر، فدخل أبو سفيان وصرخ بأعلى صوته: “يَا معشرَ قريش هذا محمد قد جاءكم بما لاَ قِبَلَ لكم به، أسلموا تسلموا من دخل دار أبي سفيان فهو آمن”. قالوا قاتلك الله وما تغني عنا دارك” قال ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن”.
ويسلم أبو سفيان ولكن تَبقى في نفسه بقيّة باقية من ذلك: فقد رَأى أبو سفيان الناسَ يَطَؤُون عقبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فحَسده فقال في نفسه: “لَو عاودت الجمعَ لهذا الرجل”. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره ثمّ قال إذًا يخزيك الله، فَقال استغفر الله وأتوب إليه، والله ما تفوهت به إلا شيء حدثت به نفسي. وجاء من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: قال أبو سفيان في نفسه ما أدري بم يغلبنا محمد؟ فَضرب في ظهره وقال: “بالله نغلبك”. فقال أشهد أنّك رسول الله.

ويصبح أبو سفيان من أجلاء الصحابة وشارك في الغزوات وروى الزبير من طريق سعيد بن عبيد الله الثقفي قال رميت أبا سفيان يوم الطائف فأصبت عينه فأتى النبيء صلى الله عليه وسلم فقال هذه عيني أصيبت في سبيل الله قال إن شئت دعوت فردّت عليك، وإن شئت فالجنّة قال الجنّة, وجاء عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول يا نصر الله اقترب قال فنظرت فإذا هو أبو سفيان, ويقال فقئت عينه يومئذ, ومات أبو سفيان مؤمنا بالله وبرسوله وسنّه 88 سنة تقريبا وصلّى عليه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.

8- وأما زوجة أبي سفيان هند بنت عتبة فقد أهدر النبيء صلى الله عليه وسلم دَمَهَا لأنها مثّلت بعمه حمزة رضي الله عنه يوم أحد ولاكت كبده ولم تقدر على ابتلاعه فلفظته، فلما كان يوم الفتح ورأت جندَ الله اختفت في بيت أبي سفيان زوجها، ثمّ أسلمت وأتته صلى الله عليه وسلّم بالأبطح وقالت الحمد لله الذي أظهر الدّين الذي اختاره لنفسه لتمسّني رحمتك يا محمد، إنّي امرأة مؤمنة بالله مصدقة به ثم قالت أنا هند بنت عتبة فقال صلى الله عليه وسلّم مرحبا بك. وفي رواية قال لها إنّك لهند بنت عتبة قالت نعم فأعف عمّا سلف عفا الله عنك يا نبي الله, وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت هند بنت عتبة يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إليّ أن يذلّوا من أهل خبائك ثمّ أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحبّ إليّ أن يعزّوا من أهل خبائك (الخباء ما يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسكن) قال النبيء صلى الله عليه وسلم وأيضا والذي نفسي بيده سَتزيدين من ذلك ويتمكن الإيمان في قلبك فيزيد حبّك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوى رجوعك عن بغضه ثمّ أرسلت إليه بهدية جديين مشويين وقدّيد مع جارية لها، فقالت إنّها تعتذر وتقول لك إنّ غنمنا اليوم قليلة الوالدة فقال صلى الله عليه وسلّم بارك الله لكم في غنمكم وأكثر والدتها، قالت هند فلقد رأينا من كثرتها ما لم نره قبل وذلك بدعائه صلى الله عليه وسلم. وقالت هند بنت عتبة كنت أرى في النّوم أني في الشمس أبدا قائمة والظلّ قريب منّي لا أقدر عليه فلمّا دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني دخلت الظلّ فكان ذلك هو الدخول في الإسلام.

9- وقف النبيء صلى الله عليه وسلّم على باب الكعبة فقال: “لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وحدَه لا شريكَ له صدق وعدَه ونصر عَبدَه، وهزَمَ الأحزابَ وحدَه”. ثمّ خطبَ خطبةً طويلة ذكر فيها جملة من الأحكام ثمّ قال :”يَا معشرَ قريش ماذا تقولون وماذا تظنّون أني فاعل فيكم؟ قالوا: “خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرتَ”. وأول من قال ذلك سهيل بن عمرو، فقالَ صلى الله عليه وسلّم أقول كما قال أخي يوسف “لا تثريبَ عليكم اليومَ يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين” اذهبوا أنتم الطلقاء أي الذين أطلقوا فلم يُستَرَقُوا ولم يؤسروا فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام.

وعلى كل مريد سائر الى الله أن يتحلَّى بالعفو ويتزيَّن بالحِلْم فهما من أعظم خصال الخير وأرقى درجات اليقين، بهما يترقى قلب العارف في معارج المُقرَّبينَ فلا يرى إلاَّ اللهَ فاعلاً، مقتديا في ذلك بالرّسول الأعظم صلى الله عليه وسلّم،”الأسوة الحسنة لمن كان يَرجُو اللهَ واليومَ الآخرَ”.

وهنا أقهر القلم عن الجولان في هذا الميدان خشية الملل والنسيان، فالوقائع من هذا النوع كثيرة وهي عظيمة الشأن، راجيا من الله تعالى أن يلهمنا جميعا العمل الرشيد والقول السديد، مقتدين بسيرة الرسول المجيد، انّه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير. وفي هذا القدر كفاية، والله يتولانا وإياكم بعين الرعاية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجع:

1- الإصابة ج2 ص190و179
2- السيرة الحلبية ج2 ص 204و221
3- الفتوحات الإسلامية ج1 ص17
4- من أخلاق النبىء ص163و175
5- السيرة النبوية والمآثر المحمدية ج1 ص95 و 98.

الشيخ محمد المنور المدني.

كيف يقضي الشيخ محمد المدني شهر رمضانَ؟

شَهْر رَمضانَ من شُهور الوَصْل والقُربات، وميقاتٌ للفَتْح والبَرَكات. فيهِ يُشمِّر المُؤمنون عن...

المَولِد النبويُّ الشَّريفُ

بِسم الله، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رَسولِ الله. يَستَعرضُ سيدي الشيخ مُحَمَّد المُنَوَّر...

لَقَد جاءَكم رَسولٌ مِن أنْفُسِكم عزيزٌ عَليه ما عَنتُّم حَريصٌ عَليكُم بالمؤمنين رَءوفٌ رحيمٌ

بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم والصَّلاة والسَّلام على مَن وَصَفَه الله بأعْظم صِفات التَّعظيم،...