كتاب العقيدة من الأصول الدينية
كتبه العبد الضّعيف محمّد المدني العلاوي، شارح النّظم، أذاقه الله حلاوةَ العلم آمين بحرمة سيّد المرسلين صلّى الله وسلّم علي وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله الواحد الأحد الّذي ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ )3( وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ )4( ﴾ والصّلاة والسّلام على منبع الإيمان، ومصدر الإسلام والإحسان، أكرم الأوّلين والآخرين سيّدنا محمّد القائل (من أحبّه الله فقّهه في الدّين) وعلى خلفائه الرّاشدين وآله وأصحابه أجمعين.
أمّا بعد فيقول المفتقر إلى مولاه الغنيّ، عبده محمّد بن خليفة ابن الحاج عمر القصيبي المديّوني منشأ وبلدًا، العلاوي طريقة وسندا، أنّي لمّا منّ الله عليّ بمطالعة منظومة أستاذنا الأعظم، المشهور بتلقين الإسم الأعظم، البدر الضَّاوي، مَولانا وسيّدنا أحمد العلاوي المستغانمي، أطال الله بَقاه ومتّعنا والمسلمين برضاه، المسمّاة «بالرّسالة العلاويّة في البعض من المسائل الشّرعيّة»، أَلْفَيْتُهَا روضَةَ الأزهار، أو نقول: بستانَ الثِّمار، تأخذ بمجامع البصائر والأبصار، لما اشتملت عليه من التّحقيقات والأسْرَار، جمعتْ أركانَ الدّين: الإيمانَ والإسلامَ والإحسان. وحَوت أصولَه بغاية التّحقيق والإتْقان، سَهلة التّعبير، ثابتة التَّحرير، قلّ أن يكون لها في المُؤلفات نظير.
…\… وآيــة التّنـزيـه فـــي كتــابـنـــــا * عـدل لما خدمــته نلـت المنى
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ فهو المنفرد بسائر الأفعال، لا يُشارِكه أحدٌ من المخلوقات في اختراع أيّ شيءٍ كان. وكيف يشارك الفعل الفاعل في الإحداث، الفعل صنعة والفاعل صانع، والصَّانع منزَّهٌ عمّا في الصنعة ومخالف لها، «جَلَّ قدرًا سبحانه عمّا صنع»، فَهو، تعالى، مُنَزّه عن الزّوجة والوَلَد والوالد والمُعين، ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)﴾ ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾
وقوله :
104. العَـدم الحـدوث ثـمّ الافـتـقار * الفناء والتّعـدّد وصــف البَشَر
105. المَوت والكراهــة عَجـز صَمـم * والجهل والعمى حاشــاه والبكم
بيان للقسم الثّاني من الصفات وهو ما يستحيل أن يوصف به الحقُّ، جلّ وعَلا، وذلك ضِدَّ الصّفات الواجبة، وهي العدم وهو ضدَّ الوجود، والحدوث ضدّ القدم، والفناء ضدّ الــبقاء، والافتقار ضدّ الغنى، والتّعدّد ضدَّ الوحدانيّة، والموت ضدّ الحياة، والكراهة ضـدّ الإرادة، والعـجز ضـدّ القدرة، والصمـم ضـدّ السـمع، والجـهلُ ضـدَّ العـلم، والعـمى ضدّ البَصَر، والبُكـم ضدَّ الكلام. وبَقـيت صفة المماثـلة وهـي ضدّ المخالفـة للحوادث، أشار لها بقوله، :…
طالع كتاب العقيدة للشيخ محمد المدني :