الشيخ محمد المدني يتحَدّث عن الَقدَر، “عَلَى العاقِل إلاّ أن يَعترفَ بإحاطة القَدَر بِكُلّ فعلٍ من أفعال البَشَر، وتلكَ حكمة الله في خلقه لجميع الكائنات، قامَ بها ناموس الوجود، فَجَعل الخلقَ قِسمَين:
مُمْتَثلٍ للمَأمورات، ومُرتَكب للمَنهيات، ليَكون الجزاءُ نَوعَيْن:
نَعيمٌ وعقابٌ و﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾، وهي حِكمَة غامضةٌ، لا يُدرك ثَمرتَها إلاّ من ألقى نَفسَه في بحار التّسليم والرّضا، تُحَركها أمواج القَدَر والقَضا.
والمَـريضُ لا يَبْـَرأ من علّتـهِ إلاّ إذا سلّم نفسه للطَبيب يُقلّبه كيف شاءَ وأرادَ، ويَفعل به ما أدّته إلَيْه المعرفة والاجتهاد. فَيَجرح تارةً ويَقصُّ تارةً أخرى لتحصل العافية التّامة والرّاحة الشّاملة العامّة.
وأفعال الحَقّ، جلَّ وعَلا، قلَّ أن تُدركَ لِلخَلق، لِقُصورهم عن دَرك أقلِّ القَليل من ذلك، ولمّا علم الحقّ أنّ التّقصيرَ وَصفُ البَشَر، قال لهم في كتابه المكنون: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾
#الزاوية_المدنية
13 فيفري 2021