من قدماء الطريقة المدنيّة المُباركة بمدينة شراحيل (ولاية المنستير).
انضَمّ الى السلك في بداية الأربعينات رِفقةَ والده سيدي الشبيلي الحاج حسن (والد سيدي المختار الشبيلي)، رحمهما الله،
ومَنّ اللهُ عليْه بالتجريد (الانقطاع للعبادة)، حيث تَجَرّد في الزاوية المدنيّة شهورًا واظَبَ فيها على ذكر الله تعالى وخِدمة إخوانه والقيام بشؤونهم.
وكان رحمه الله صادقًا ثابتًا، من ذَوي النوايا الصادقة والسماحة الإيمانية الرائقة.
ومن نَوادره أنه كان يَسأل سيدي محمد المدني رحمه الله أسئلةً عن السَّيْر.
ففي يَومٍ منَ الأيّام، سَأل سيدي عليّ الشبيلي (رَحِمَه الله)، سألَ أستاذَه الشيخ سَيّدي محمد المدني، رضي الله عنه:
– سيدي الشيخ، هل تَذكرونَ الإسمَ الأعْظَم؟
أجابه الشيخ محمد المدني:
-ذِكْرُ العَارِفِ الوَاصِل هي الـمُشَاهَدَةٌ،
وأما الـمُبتَدِئُ فَهو يُنادي لأنَّه لا يَزالُ بَعيدًا .
وما يُستشَفّ من هذه الكلمات، أنَّ الشيخ المدني أدركَ مَقامَ الواصلين فَصارَ ذِكْرُهُ مُشاهدَةً، ومع ذلك حَافَظَ على الأذكار والأوراد، لأنها من خِدمة الله العَزيز الغفَّار، بل هي أصل المُشاهدة.
رحمه الله برحمته الواسعة وجعله في الفردوس الأعلى.
13 اوت 2020
ن. المدني