1. تَنقَسم هَذه الرِّسالةُ إلى جُزْأَيْنِ مُتمايِزَيْن:قِسم المُحاورَة، وقِسم الحِكَم الصّوفيّة. وقد خُصِّصَ الجزءُ الأوَّل منها لمُحاوَرَةٍ عِلمِيَّةٍ، ذاتِ طابَعٍ فقهيِّ، تَخَيَّلها الشّيخ محمد المدنيّ (1888-1959)، رَحمه الله،لِأغراضٍ تَعليميَّة صِرفةٍ، بَينَ سائلٍ ومُجيبٍ. فالسَّائلُ المُتَخَيَّلُ يَطرَح أسئلةً حولَ شعائرِ التصوّف وآدابِه وشرائِعِهِ، مثلَ: اتِّخاذ المِسبَحة والاقتداء بالشيخ والذِّكرِ جماعةً، والاهتزاز والمواهِب الذوقيَّةِ وطُرُق التعبير عنها… وهيَ أسئلةٌ تَنصبُّ كلُّها حول شرعيَّةِ هذهِ الشعائر التي يقوم بها الصّوفية، في كلٍّ زَمانٍ ومَكانٍ.
2. وكانت إجابات الشيخ محمد المدنيِّ، رحمه الله، مُستَندةً إلى النُّصوص الثابتة من الأدلَّة القرآنيَّة والسُّنِّيَّة. واللافتُ أنَّ هذه المحاورةَ اللطيفةَ انتهت باقتناع السَّائلِ، وانتظامه في طَريق القَوم. واللافتُ أيضًا أنَّ الشيخ محمد المدني، ورَغبَةً منه في إفادَة المُريدين، طَلَبَ من مُريدَيْن لَه تَمثيلَ هذه المحاورة، في شَكلٍ مسرحيٍّ، حتَّى يُشاهِدَهَا مَن حضرَ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سَنَة 1948. هذا وقد ظَفرنا بكرّاسٍ بخط السيد محمد تقتق، وهو من المُقَرّبين للشيخ، يُثبِتُ فيه أنّ هذه المحاورة قِيلتْ ليلة الإثنين ربيع الأنور 1367، المُوافق لــ 24 جانفي من سنة 1948 يوم السبت.