رسالةُ «اللَّحْظَة المُرْسَلَة عَلَى حَدِيثِ حَنْظَلَة» شَرْحٌ لَطيفٌ لِحديث نَبَويٍّ صحيحٍ، اشتَهرَ لدى الدّارسين بحديث حَنْظَلَةَ أو حديثِ «ساعَة وساعَةٍ». ويَعود سببُ تأليف هذا الشّرح إلى التماسٍ وَجَّهَهُ آنذاك السيد محمد السخيري المُنستيري (قاضٍ بمدينة المنستير) إلى الشيخ محمد المدني، أنْ يَشرَحَ له هذا الحَديثَ على طَريق الإشارة. وغالبًا ما تكون مثلُ هذه المَطالب العلميّة ذرائِعَ تُحرّكُ في الشيخ داعيةَ الكتابة وتُنَشّطه للغَوص في المعاني الدقيقة واستخراجِها من صَدَفها النَّفيس. فَما كان من الشيخ المدني إلاَّ أنْ أجابَ بهذه الرسالةَ، واقفًا في البداية عَلى أسانيد الحديث ورِواياتِه، ثمّ غائصًا في التوجيهات الروحية التي يتَضَمَّنُها.
…/…قال عنها الشيخ عبد العزيز بوزيد، أحد أقدم أتباع الشيخ المدني ومُحبِّيه،: «ومنها (أيْ: تآليفُه) «رسالة اللحظة المُرسلة في شَرح حديث سَيِّدنا حنظلة». فيه مِن ذِكرى السَّلف ما يَشفي غَليل الخَلَف، فَهو من أعْظَم التُّحَف، التي تَستنير بها الأبصار والأفكارُ».