مقدمة المحقق
«رِسالة النور»، التي أُلِّفَت سَنَةَ 1950، هي تَفسيرٌ موجزٌ للآية القرآنية، عدد 35، من سورة النور.
في هذه الرسالةِ، بَسطةٌ حول الدلالات الثماني لكلمة «النور»، الواردة في الآية، لأنَّ المفردة متعددة المعاني غزيرَتُها. وقد كان الفراغ منها يومَ الأربعاء 20 رمضان 1369 هـ، الموافق لــ05 جويلية 1950، حسب ما وردَ في آخر الرِّسالة، بخط الشيخ.
هذا وقد طُبع هذا النص ثلاث مَرَّات:
– الأولى في حياة الشيخ محمد المدني، سنة 1953 م بمطبعة القيطوني بتونس، أي بعدَ مرور ثلاث سنواتٍ على إنجازه.
– والثانية في سنة 1985م بمطبعة الشحمي بتونس، جاءت في 23 صفحة، ولكن دون تحقيق.
– الثالثة، في كتاب «تَفسير محمد المدني»، الذي طبع في بيروت سنة 2018 بتحقيقنا.
والجدير بالذكر أنَّ الشيخ المدني هو الذي أطلق عليها هذا الاسم «رسالة النور»، وهو ما وَجدناه في المخطوط الأصلي للكتاب الذي عَثرنَا عَليه في أرشيف الزاوية المدنية بقصيبة المديوني. مع العلم أنَّ العنوان الذي ارتآه في البداية هو: «نُورُ الهِدَايَة ومِصبَاحُ العِنَايَةِ».
وقد تَميَّز شَرحه هنا بالبساطة وسهولة التحرير، فهو يتكلَّم أولاً عن مفردَات الآيَة، ويذكر مَعانيها اللغوية الأصليَّة والمجازيَّة، ولاسيما بالاعتماد على «القاموس المحيط» للفيروز آبادي. وبعدها يتكلم في معنى الآية، ويستعرض آراء مَنْ سبقه من المفسرين والعلماء، ولاسيما الألوسي والغزالي والعلاوي شيخه، وقد اكتفى فيه باستِعراض ما قاله الأوائل، وقد يَجمَع بَينَ أقوالهم. وقد كانت هذه الرسالة، في الأصل، جوابًا عن سؤالٍ وجهه إليهِ أحدُ الأصدقاء والمحبّين، دون أن يذكرَ اسمه هذه المرة، على عَكس المرات السابقة.