نقدم للسادة المتابعين هذه الوثيقة النفيسة وهي إجازة صوفية وتلقين لفظيٌّ مَكتوب بخط الرعاية، وجّهه سيدي الشيخ محمد المدني، رحمه الله، إلى أحد مُريديه المحققين والواصلين وهو سيدي إبراهيم الصغير، الذي توفيَّ وهو لا يزال في ريعان الشباب، بعد أن وَصل في مراتب المعرفة إلى ما شاء الله. وهو صاحب قصيدتَي: ماراحتي ما راحتي و”ذكر المحبوب ” التي يتغنى بها الفقراء إلى الآن.
وفيه يجيزه في الطريقة المدنية التي ورثها عن شيخه أحمد العلاوي. رَحمهم الله جميعا.
بسم الله الرحمن الرحيم
1. الحمدُ لله الذي أمدَّ أولياءَه المُقرَّبينَ من فَيْضِ فَضْلِهِ بما أفناهم عن الكونيْن فَغَابوا به عن غَيْرِهِ. والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَنْ بُعثَ رحمةً للعالمين، سيِّدِنَا ومَولانا محمدٍ، وآله وصَحبهِ وتَابعيهم إلى يَوم الدِّين.
2. أما بعدُ، فإنَّ طريقَ القوم، رضي الله عنهم، له سَنَدٌ يَتّصل به إلى صدر الشريعة صلى الله عليه وسلم. والإسناد من خَصَائص هاته الأمة المحمديَّة، كَمَا قَرَّرَهُ ساداتُنا علماءُ الحَديث.
3. وإني قد أجَزْتُ في طريقتِنَا المَدنيَّة العَلاويَّة، الدرقاوية، الشاذليَّة، أخَانَا في الله، الحَامِلِ لِكِتابِ اللهِ، سيِّدي إبرَاهيمَ الصَّغَيَّر التونسيّ، كَمَا أجازَني أستاذي وعُمدَتي وَمَلاَذي، مَولايَ سيدي الحاج أحمد العلاوي المستغانمي، رضيَ الله عنه وأرْضَاه. وهو أجازَهُ شيخُهُ سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي الشريف المستغانمي، وهو عن شيخه سيدي محمد بن قدور الوكيلي، بجبل كَركر بالبلاد الريفية، بالمغرب الأقصى، وهو عن شيخه سيدي أبي عَزَّةَ المهاجي، وهو عن شيخه سيدي مولاي العربي الدرقاوي، وَهَكَذَا كابرًا عَن كابرٍ إلى رَسول الله صلى الله عليه وسلم.
4. وقد أذِنتُ له أن يلقِّنَ أورادَ الطريقة لكل مَن يَرَى فيه أهليةً لذلك. وأوصيه بتقوى الله، عَزَّ وجلَّ، في الظاهر والباطن واتباع ما يَرَاه صالحًا موافقًا من سيرتنا. والله تعالى المسؤول أن يَنفَعَ به عبادَهُ، بِحُرمَة مَولانَا رَسول الله صلى الله عليه وسلم.
5. كَتَبَه العَبدُ الضعيفُ، محمد المدني، العلاوي طريقةً، القُصيبي المَديوني، في ربيع الثاني عام 1357 هجري. (جوان 1938).