بسم الله الرحمن الرحيم
1. أكْرَمنا أحد الفقراء، في هذه السهرة، بتلاوة آيةٍ من كتاب الله العزيز. يقول فيها الله، عز وجل،: «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” وهي آية عظيمة وقولٌ فصلٌ، كما يقال في علم البلاغة: “قطعت جهيزة قول كل خطيب”.
2. ولذلك، وَجب أن يواصل الإنسان عبادته لله وطاعته لرسوله وتطبيقه لكلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يأتيه اليقين. واليقين كما يقول العلماء أنواع، فهناك من قال إن اليقين هو الموت وهناك من قال إنه المعرفة بالله. فالمعرفة بالله أو اليقين لا يكونان إلا بالعبادة، فهي الوسيلة كي يحل التحقيق في قلب المؤمن ويأتيه الحق.
3. ولا يستقيم التصوف إلا بجمعٍ بين الحقيقة والشريعة، ولا يستقيم التصوف إن غابَ أحداها، لأنهما إذا اجتمعا حققا للإنسان التوازن في الحياة الروحية، فلذلك وجب الثبات على عبادة الله وعلى محبة الله وعلى طريق الله وعلى الوصول الى حضرة الله، فإنْ جاء يقين الموت فإنَّ المرء يموت على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه.
4. وتصديقًا لهذا، وعلى سبيل المثال، سيتم خلال الاحتفال القادم بمولد المصطفى تكريم اثنين من الفقراء رحمهم الله وهم سيدي الحاج مبروك وسيدي محرز بن رحومة، وقد لاحظنا خلال البحث في سيرتهما أن سيدي الحاج مبروك توفي وهو يصلي صلاة الصبح، وسيدي محرز بن رحومة توفي إثر صلاة الجمعة مباشرة، لقد ماتا على ما عاشا عليه وسيبعثان على ما ماتا عليه، كذلك جميع الفقراء وجميع أهل الله يعيشون حياة العبودية واليقين نسأل الله عليها الثبات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مذاكرة بزاوية صفاقس سنة 2016.