1. سيدي الهادي دريرة، رحمه الله، من أفاضل الناس وأسمحهم خُلقًا وأطيبهم قلبًا. انضم إلى سلك الطريقة المدنية المباركة، مع جيل المريدين الشبان بصفاقس في بداية الأربعينات، مع سيدي الشيخ البشير العبيدي وسيدي الشيخ الطاهر بن عمر وسيدي الشيخ الطاهر عبد الهادي، رحمهم الله جميعًا.
2. كان سيدي الهادي دريرة، رحمه الله، عظيمَ الصدق في طريق الله، جديًا في خدمته إلى أبعد الحدود، يحب شيخه محمد المدني حبًا جمًا. ومن دلائل حبه الشديد، أنه كان يرافقه كثيرًا في السياحات. ومن الطرائف أنه خلال سياحة في “الكلبَات”، (منطقة السواسي- ولاية المهدية)، قضوا ليلة، لأول مرة في بيتٍ حقيقي، وليس في بيت شَعَر، فقال للشيخ المدني: “شاخت الحسبة”، كناية عن تحسن ظروف إقامتهم، لأنهم تعودوا شظف العيش في نشر الطريق، والسكن في ظروف صعبة. (مع وجود الهوام والعقارب).
3. وقد كان يعمل آناء الليل وأطراف النهار على نشر طريق الله، والإحاطة بالفقراء ومذاكرتهم. وكانت كلماته تتسم برفعة الذوق الصوفي، ومتانتها وجمالها ورقيها.
4. كان جل الفقراء يجتمعون في “الغرفة”، وهي عبارةٌ عن حانوت بمدينة صفاقس العتيقة، يبيع فيها العطور والند وماء الزهر المقطر، وفيها يلتقي الفقراء للذكر والمذاكرة. يكرم وفادة الفقراء، يحبهم بصدقٍ ويحبونه بصدقٍ.
5. وقد اشتهر بإنشاد قصيدة: “نتوسل بحبيب الباري … الهادي الهادي“، كما كان يُنشد في الحضرة قصيدة سلطان العاشقين:
أُشاهدُ مَعنى حُسنِكُم، فَيَــلَذّ لي * خضوعي لديكمْ في الهوى وتذللي.
وأشتــــاقُ للمغنى الَّذي أنتمْ بــهِ * ولـــــــولاكُمُ ما شــاقَني ذِكْرُ مَنْزِلِ
6. انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم 6 أفريل 1980. رحمه الله وأطال الله في عمر نجله البار السيد محمد دريرة.
من مذاكرات الشيخ محمد المنور المدني، 10 مارس 2018.
الزاوية المدنية.