قصيدة الحجرية – المولد النبوي الشريف 1 ديسمبر 2017 بالزاوية المدنية بقصيبة المديوني
وهي قصيدة كتبها الإمام البوصيري (صاحب الهمزية والبردة) وكان يسميها الحَجَريَّة، وهي في الصلاة والسلام على سَيِّد المرسلين. وتمتاز هذه القصيدة بتحويلاتها وعمق معانيها. وهي من التراث المدني الأصيل وسنةٌ من سننه الطيبة فيها حثٌّ على الصلاة على سيدي السادات، صلى الله عليه وسلم. .
الحجرية
يا ربِ صلِّ على من سبَّحَ الحَجَرُ * في وَسْطِ كفيه وانشقَّ له القمر
الحَمـــــــــــد لله ما دامَ الوجــودُ له * حمدًا يدوم دواما لَيْسَ ينحصرُ
يا رب صلِّ على المُختار من مُضرٍ * والأنبياء وجميعِ الرُّسل مـــا ذُكروا
وصـــــلِّ ربِّ عـلى الهادي وشيعتِــهِ * وصحبه مَنْ لِطيِّ الدِّينِ قد نَشروا
وجــــــــاهدوا معه في الله واجتهدوا * وهاجَـــروا وله آوَوا وقد نَصـــــــــروا
وبيَّنوا الفرْضَ والمسنونَ واعتصبـوا * لله واعتصمـــــوا بالله فانْتَصروا
أزكــــــــــى صَلاةٍ وأنماها وأشرفُها * يُعطّرُ الكونَ ريّاً نَشرُهــا العَطِرُ
مفتــــــوقَةٍ بعبيــــــق المسكِ زاكيـة * مِــن طيبــــــها أرَجُ الرِّضوان ينتشرُ
عَدّ الحَصـى والثرى والرملِ يتبعهـا * نجْمُ السما ونباتُ الأرضِ والمَدَرُ
وعَــــــــــدّ وزنِ مثاقيلِ الجبالِ كـمَا * يليــــه قطْرُ جميـــــعِ الماء والمطرُ
والطير والوحش والأسماك مَعْ نَعَمٍ * يَليهــــــمُ الجـــنُّ والأملاكُ والبشرُ
وعَدّ مـــا حَوَتِ الأشجـــــــارُ مِنْ وَرَقٍ * وكُــلِّ حَرْفٍ غَدَا يُتْلى ويُسْـتطرُ
وعـــــــــد وَزن مثاقيــــــــل الجبال كذا * يليـــــه قطر جميع الماء والمطر
والذرُ والنمل مع جَمْعِ الحُبوبِ كذا * والشعرُ والصوفُ والأرياشُ والوبرُ
ومــــــا أحاطَ بِهِ العلمُ المحيطُ ومــــا * جرى بِهِ القلمُ المأمورُ والقــــدَرُ
وعَدّ نعمائك الّلاتي مَنَنْتَ بها على * الخـــلائقِ مُذْ كانوا ومُذْ حُشِروا
وعَـــدّ مِقدارهِ السّامي الذي شَرُفَتْ * بــــــه النّبيُّــون والأملاكُ وافتخروا
وعَــدّ مــا كانَ في الأكوانِ يا سَنَدي * وما يــــــــــــــكونُ إلى أن تُبْعثَ الصُّورُ
في كـــــل طرْفـــــــةِ عين يطرفونَ بهـا * أهـــــــلُ السّماواتِ والأرْضينَ أو يَذَرُوا
مِلْءَ السماواتِ والأرْضينَ مـــع جبلٍ * والفرشِ والعرشِ والكرسي وما حَصَـروا
ما أعْــــــــــــدمَ اللهُ موجوداً وأوْجَــــــدَ * مَعْــدومًا صلاةً دواماً ليسَ تنْحَصِرُ
تستغـرقُ العَدَّ مع جَمْعِ الدُّهورِ كما * تُحيــــــــطُ بالحَدِّ لا تُبْقي ولا تَذَرُ
لا غايـــــــــــةَ وانتهاءَ يا عظيمُ لهــــــا * ولا لهــــــــــــــا أمدٌ يُقضـــى فَيعتبرُ
وعَــــــدّ أضْعافِ ما قدْ مَرَّ مِنْ عَــددٍ * معْ ضِعْفِ أضْعافه يـــا مَنْ لهُ القدَرُ
كمــــــا تُحِبُّ وتـرْضى سيِّدي وكمـا * أمَرْتنـــــــــا أنْ نُصلّي أنـــت مُقتـــــدرُ
مَــــــــعَ السلامِ كما قدْ مَرَّ مِنْ عَددٍ * ربِّ وضــــاعِفهما والفضلُ مُنتشـــــرُ
وكـــلُّ ذلــــكَ مضْروبٌ بحقكَ فـــي * أنفــــــاسِ خلقكَ إنْ قلُّوا وإنْ كَثُروا
يا ربِّ واغْفِــــرْ لقاريهــــــــــا وسامِعِها * والمُسْلمِين جميعاً أيْنمَا حَضَروا
ووَالدينَـــــــــــــا وأهلينا وجِيرَتِنـــــــــــــا * وكلُّنـــــــــــــا سيِّدي للعفــوِ مُفتقرُ
وقدْ أتيـــــــــــتُ ذنوباً لا عِدَادَ لهـــــا * لكــــــنَّ عَفــوَك لا يُبْقي ولا يَذرُ
والهَــــــمُّ عنْ كُلِّ ما أبْغِيه أشْغَلَنــــي * وقد أتى خاضِعًا والقلبُ مُنكَسِرُ
أرْجوكَ يا ربِّ في الدَّارَيْنِ ترْحَمُنــــا * بِجَــــاهِ مَنْ في يَديْهِ سَبَّحَ الحَجَرُ
يــــــا ربِّ أعْظِـمْ لنا أجراً ومغْفــــــرةً * لِأنَّ جُــــــــودَكَ بَحْرٌ ليْسَ يَنْحَصِرُ
واقـــض ديونًا لها الأخلاقُ ضائقــةٌ * وفَـــــــــرِّجِ الكرْبَ عَنّا أنتَ مُقتدرُ
وكُـــــــــــنْ لطيفاً بنَا في كلِّ نــازلةٍ * لُطفــــاً جَميلاً بهِ الأحْوالُ تنْجَبر
وهـب رضاكَ لَنا بالفَضــل يَغمسنا * في بحــر جودك نَرْووا ثم نستنرُ
بالمُصْطفى المُجْتبى خيرِ الأنامِ ومَن * جَلالــةً نَزَلـــــــتْ في مَدْحِهِ السُّوَرُ
ثمَّ الصَّــــلاةُ على المُخْتارِ ما طلعَتْ * شَمْسُ النّهارِ وما قدْ شَعْشَعَ القمَرُ
ثمَّ الرِّضــــــــــا عنْ أبي بكرٍ خليفتِهِ * مَـــنْ قامَ مِنْ بَعْدِهِ للدِّيـنِ يَنتصِـُر
وعَنْ أبي حَفْصٍ الفاروقِ صَاحِبـــــهِ * مَنْ قوْلُهُ الفصْلُ في أحْكامِهِ عُمَرُ
وجُدْ لِعُثمانَ ذي النُّورَيْنِ مَنْ كَمُلتْ * لَهُ المَحَـاسِنُ فــي الدَّاريْنِ والظَّفَرُ
كَــــــــذا عليٍّ مَع ابنَيْهِ وأمِّهِمَـــــــــــــا * أهــــلِ العَبَاءِ كَمَا قَدْ جَاءَنا الخَبَرُ
سَعْــــــدٌ سَعيدُ ابْنُ عَوْفٍ طلْحَةٌ وأبو * عُبَيْــــــــــــــــــــــدةَ وزُبَيْرٌ سَادَةٌ غُرَرُ
وحَمْزَةٌ وكذا العَبّـــــــــــــــــــاسُ سيِّدُنا * ونَجْلُــــهُ الحَبْرُ مَنْ زَالتْ بِهِ الغِيَرُ
والآلِ والصَّحْـــــــــــبِ والأتْبَاعِ قاطِبَةً * ما جَنَّ ليْلُ الدَّياجي أو بَدَا السَّحَرُ
والآلِ والصحـــــــــب والأتْبَاع كلِّهـم * رضـــــــــوان ربي عليهم كلما ذُكِروا
الزاوية المدنية 14 جانفي 2018