ومن القصائد المُخَمَّسة التي يصف فيها الشيخ محمد المدني، رضي الله عنه، عِشقه الصادق لله تعالى، وتَفانيه في مَحبته. وفيها يَطلب من لائمه أن يكفَّ عنه الملام، فلن يبرحَ مقامَ العشق. فقوله: “ما لي بَراح” أي: ما لي تحوُّلٌ وابتعاد عن مذهب الهوى. وقد يعني: لا مكانَ يقدر أن يَحتويني من شدة العشق، والبَرَاح: الأرض الواسعة…
يا لائمي دَعني مالي بَـراح * عِشــقُ الإله فَنِّي فلا جُناح
فلا مــلام عَنّي إن قلت آح * أو قمت أغَنِّي بَينَ المِلاح
يا لائمي دعني مالي براح
قد ألَّـمت جسمي عَينُ السهر* والدمـــــــــع كاليَــمِّ ماء مُنْهَمر
أنْصِفني في الحُكم يا مُعتَبَـــر * العشق هو جُرمي والصَّبر رَاح
يا لائمي دعني مالي براح
إن بُحـــتُ بالحُب بَين الأنام * استعظمــــوا ذَنبي، قَومٌ لئام
وزادوا فـــي عَتبي حَرَّ المَلام * لكن في القلب مِنهم جِراح
يا لائمي دَعْني مالي براح
الحــــبُّ أفناني والقَلب هام * والشوق سَباني زاد اضْطِــرام
ما فـــــي جناني إلاَّ الغَــرام * فقل لمن يلحاني: الفَجر لاح
يا لائمي دعني مالي براح
قــــل للعذول عَنِّي: لاحَ القمر * وغِبت عن كَوني لما ظَهَر
إنَّ الظهور يُفني مَن قَد حَضر * في الذات والعين هذا الصباح
يا لائمي دعني مالي براح
ن. المدني، الزاوية المدنية، 03 فيفري 2016.